تتواصل التحضيرات في بغداد للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة. إذ بدأت مظاهرة الزينة تتضح في بعض الشوارع التجارية والأسواق. وفيما برزت شجرة الميلاد في العديد من مناطق مركز العاصمة محملة بالأضواء والزينة، تجددت أمنيات العراقيين بأن يكون العام القادم أفضل من سابقه من حيث الأمان والسلم والأوضاع المعيشية والاقتصادية.
«طريق الشعب» تجولت في بعض أرجاء العاصمة وسجلت أمنيات مواطنين للعام الجديد، واستفسرت عن تحضيراتهم الاحتفالية.
مع العائلة والأحبة
المواطنة نادية محمد تقول أن تحضيراتهم لهذا العيد لا تختلف عما في السنوات السابقة، مبينة أنهم يقيمون احتفالية تجتمع فيها العائلة مع أصدقائها وأحبتها.
وتشير إلى أن «العراقيين لا يرون الفرحة دائما، سوى في أوقات محددة من السنة. خاصة في ظل الظرف الاقتصادي الصعب وغلاء الأسعار»، مبينة أن «غالبية العائلات، سيما الفقيرة، لا تقوى على توفير أبسط احتياجاتها».
وتتمنى نادية أن يكون العام الجديد عام خير على جميع العراقيين، بمختلف أطيافهم، وأن يعم الاستقرار والأمان في البلد، وتتحقق جميع أمنيات الشعب.
وعود سياسية كاذبة
أما المواطن مصطفى مجيد، فيقول أنهم يقيمون في هذه المناسبة احتفالات عائلية يدعون إليها أقرباءهم وأصدقاءهم، ويقدمون فيها الحلوى والفاكهة وغير ذلك من الأطعمة. كما ينيرون شجرة عيد الميلاد ويستمعون إلى الموسيقى الهادئة.
اما بالنسبة لاحتفالات الشباب، فيشير مصطفى إلى أنهم يشاركون في الفعاليات الاحتفالية التي تقام ليلة رأس السنة على ساحتي التحرير والفردوس وقرب المسرح الوطني وشارع أبو نؤاس، كلٌ على طريقته.
ويرى مصطفى، بأسف، أن «العام الحالي كبقية الأعوام التي انتهت وبقي العراقيون معلقين آمالهم على وعود سياسية كاذبة لم تنفذ»، موضحا أن «النظام السياسي الحاكم عجز عن تقديم أي شيء للناس بسبب المحاصصة وآفة الفساد التي طاولت كل مفاصل الدولة، والتي تحميها أحزاب متنفذة مع أذرعها المسلحة».
ويتابع قوله أن «الظرف الصعب الذي يعيشه العراق ساعد في انتشار ظواهر سلبية خطيرة، كالمخدرات وعصابات الجريمة وغير ذلك».
ويتمنى مصطفى للسنة الجديدة أن «يعم السلام في بلدنا، ويعود كل المهجرين والنازحين إلى ديارهم، وأن يساهم هؤلاء جميعهم في الحفاظ على السلم الأهلي وإنهاء نهج المحاصصة المقيت الذي حرق الأخضر واليابس».
شوارع مزدحمة وأماكن ترفيهية قليلة
من جانبها، تذكر المواطنة طيبة خالد أن عائلتها والكثير من العائلات البغدادية تفضل الاحتفال بعيد رأس السنة داخل المنزل على الخروج إلى الأماكن العامة، نظرا للزحامات الكثيفة المنهكة التي تشهدها شوارع العاصمة، إضافة إلى قلة الأماكن الترفيهية.
وتتمنى طيبة أن تكون السنة الجديدة أفضل من سابقاتها، من مختلف النواحي، وأن يعم السلام في ربوع العراق.
وفي ظل الواقع الصعب والأزمات المتشعبة التي يشهدها العراق على مختلف الصعد، تبدو أمنيات العراقيين في عيد رأس السنة وغيره من الأعياد، متركزة في قضايا عامة، مثل تحقيق الأمن والأمان وتحسن الظروف الاقتصادية والمعيشية للمواطن وتوفر الخدمات الأساسية والاهتمام بالقطاعين الصحي والتربوي وغير ذلك من القضايا التي تبدو متحققة بصورة بديهية في معظم بلدان العالم – حسب ما يذكره المواطن علي الصاحب، الذي يرى أن «هذه السنة لم تكن مختلفة عن سابقاتها في العراق. إذ لم تتحقق معظم أمنيات الشعب. فنحن اليوم نعيش واقعا مريرا جدا على مختلف المستويات، بسبب المنظومة السياسية الفاسدة».