اخر الاخبار

يشهد “شارع الفراهيدي” للثقافة والكتاب في مركز مدينة البصرة، إقبالا متزايدا من المواطنين إضافة إلى روّاده الأساسيين، وذلك بعد أن أجرت الحكومة المحلية تحسينات في بنيته التحتية، مع تزويده بالإنارة وتجهيزه بالأكشاك الخشبية.

وأصبح هذا الشارع الذي تأسس عام 2015 على غرار شارع المتنبي في بغداد، متنفسا لمحبي القراءة والفنون والآداب، وملتقى للمثقفين ومكانا جاذبا للعائلات البصرية.

ولم يقتصر النشاط  في “الفراهيدي” على بيع الكتب والفعاليات الثقافية والفنية المخصصة للكبار، فللصغار نصيب أيضا، حيث توجد أكشاك لبيع الألعاب والقرطاسية وأدوات الرسم، إضافة للنشاطات الموجهة للأطفال. 

الباحثة إسراء طه تقول في حديث صحفي أن “التعديلات التي طرأت على الشارع تعد إضافة جميلة ومهمة، سيما أنها وُلدت من رحم المعاناة وبعد مناشدات”.

وعلى مدى سنوات عانى “الفراهيدي” الإهمال، قبل أن تقدم السلطات على إطلاق مشروع تطويره، استجابة لمناشدات منظمات ثقافية ومثقفين.

وكلّلت المحافظة ذلك التطوير أخيرا بمزيد من التحسينات في البنية التحتية، وبإنشاء منصات لاحتضان الفعاليات والأمسيات الشعرية.

يقول رئيس لجنة الإشراف على الشارع صفاء الضاحي أنه “تم تزويد الشارع  بـ 14 كشكا خشبيا لبيع الكتب، إضافة إلى إنارة تعمل بالطاقة الشمسية وكراسٍ ومنصة شعرية، ما جعل المكان ملتقى ثقافيا بارزا”، مبينا أنه سيتم تزويد أصحاب المكتبات بالإنترنيت أيضا، لقاء رسوم بسيطة.

ويلفت الضاحي إلى الزيادة في أعداد رواد الشارع بعد إدخال هذه التحسينات. ويقول أن ناشطين وأكاديميين ومثقفين يرتادون المكان بكثرة هذه الأيام، خاصة يوم الجمعة، مؤكدا استمرار إدامة الشارع وتطويره دوريا.

من جانبهم، ذكر عدد من باعة الكتب في الشارع أنهم لا يهدفون إلى جني أرباح طائلة، بقدر حرصهم على كسب مزيد من الزبائن، مؤكدين أنهم لم يستسلموا للأجواء السياسية والمناخية المعيقة، وحاولوا دعم الشارع قدر المستطاع، حتى صار بمثابة تجمع أدبي متعدد الأركان يعزز مكانة البصرة الثقافية.

وعن التطور الذي طرأ على الشارع، تقول الكاتبة نوال جويد، أنه “مفرح للغاية، من حيث الانارة بالطاقة الشمسية والنظافة وجمالية المكتبات”. لكنها تتساءل عبر “طريق الشعب”، عن جدوى قلع الأشجار التي كان يستظل بها روّاد الشارع.

ولأن “شارع الفراهيدي” هو في الأصل رصيف محاذٍ لشارع عام، ترى الشاعرة والكاتبة سهاد البندر، أن من الضروري احاطته بسياج، للحد من الضوضاء الصادرة عن السيارات، ولحماية الأطفال من حوادث الدهس.

ويعرب الأديب خالد يوسف النجار عن سعادته بوجود العنصر النسوي والأطفال في “الفراهيدي”. لكنه يقترح من خلال “طريق الشعب”، أن ينصب في الشارع مسرح دوار، على أن يقع في أحد أطرافه وليس وسطه مثلما هو الحال الآن.

ويفتقر الشارع إلى دورة مياه، وهذا ما نبّه إليه الشاعر والقاص عزيز داخل، داعيا إلى مراعاة الأمر. كذلك يفتقر إلى مساطب للجلوس – حسب ما ذكرته لـ “طريق الشعب” الشاعرة سمية مشتت، كذلك الشاعر صفاء الهاجري. 

ويقترح العديد من العاملين في “الفراهيدي” ومن روّاده، افتتاح الشارع في أكثر من يوم أسبوعيا  وليس في يوم الجمعة فقط، ومن بين هؤلاء صاحبة “مكتبة الطفل والاسرة” خلود بناي والكاتب والناقد عباس الجوراني والأديب خلف المناصير.