اخر الاخبار

لا يشبه موكب جمهور السماوة غيره من مواكب العزاء في هذه المدينة. فهو واكب منذ تأسيسه عام 1940، الأحداث والتطورات السياسية التي شهدها العراق، وعبر عنها في ردّاته الثورية ضد الأنظمة الطاغية المبادة وجورها.  اغلب المعزين في الموكب هم من الشباب المثقف الذي يحمل الفكر اليساري الثوري. وما زالت الردّات التي تدوي بها حناجرهم وهم يجوبون شوارع المدينة أيام عاشوراء، تندد بالظلم والفساد والجهل والبطالة، وذلك ما منح هذا الموكب خصوصيته وتميزه.

وبحسب محمد وروار (أبو صفاء)، أحد أعضاء الموكب، فإن سلطات الدكتاتورية كانت تراقب الموكب وتحسب له ألف حساب، مضيفا لـ “طريق الشعب”، أن أجهزة البعث اعتقلت مؤسس الموكب مرات عدة وأودعته السجن، بسبب الردات الثورية والوطنية التي تهتف بها شبيبة الموكب.

وأكد أبو صفاء أن القوات الأمنية كانت في ذلك الحين، عندما ينزل الشباب إلى الشارع، تدخل “الإنذار جيم”، لأن الموكب يمثل تظاهرة رافضة لتكميم الأفواه، ولما يجري من قمع وسجن للعناصر المناضلة الوطنية واليسارية.

أما حسن علي (أبو مصطفى)، وهو أيضا من ناشطي الموكب، فيقول لـ “طريق الشعب” أن جميع ردّات الموكب كان يكتبها الشاعر الراحل عبد الحسين الخطيب، واليوم يكتبها ولده علي فضلا عن بعض شعراء السماوة، مبينا أن هذه الردّات تتسم بالواقعية وتحكي حال الشعب العراقي، الذي كان ولا يزال يعاني من الفقر والقمع والاضطهاد.

واضاف يقول أن الشعراء لم يتوانوا عن نقد الحكومات الفاسدة التي توالت على حكم العراق، ويقدموا الردات “ساخنة” قوية للشباب الثائرين ضد الظلم والعسف.