عقد "رواق تفكير" في اتحاد الادباء والكتاب في النجف، السبت الماضي، جلسة بعنوان "الطائفية في العراق: رؤى مضادة للوحدة"، ضيّف فيها الشاعر والمترجم د. حسين ناصر، الذي ألقى الضوء على كتاب يحمل عنوان الجلسة نفسه، كان قد ترجمه عن الإنكليزية. وهو من تأليف الباحث والكاتب ذي الأصول العراقية فنر حداد.
الجلسة التي حضرها جمع من الأدباء والمثقفين، استهلها د. ناصر بتقديم نبذة عن الكتاب المذكور، مبينا انه مكون من ثمانية فصول ومقدمة جاء فيها ان "الطائفية ليست متجذرة في الشعب العراقي، لكنها استغلت لأغراض سياسية، ولها ثلاثة أشكال: الانفعالية، الكامنة والعادية، وانها تظهر او تختفي تبعا للظروف الموضوعية والسياسية. إذ يتم استغلالها من قبل الطبقة الحاكمة".
وأشار إلى ان فصول الكتاب تدرجت في تحليل الطائفية في العراق، بدءا من العهد الملكي، حيث عمل الاستعمار البريطاني على إثارتها. ثم فترة حكم البعث، حيث التمييز بين الطوائف في تولي المناصب الحساسة.
وعن فترة البعث، أوضح الضيف ما جاء في الكتاب، ان انتفاضة آذار 1991 اعتبرت حينها "انتفاضة في الجنوب"، وان السلطة الدكتاتورية كانت تراها خيانة وقامت بتغذية الانقسام بتسمية المحافظات التي لم تُشارك فيها بـ"البيضاء".
وأضاف قائلا أن الكتاب تحدث أيضا عن الطائفية بعد التغيير 2003. وبيّن كيف أن للمحتل الأمريكي الدور الأساس في تبني النزعة الطائفية وتقويتها، إلى حد نشوب الاقتتال الطائفي عامي 2006 و2007، فضلا عن بناء الحكم على أساس المحاصصة الطائفية التي دمرت الوطن.
وتحدث د. ناصر أيضا عن الصعوبات التي واجهها في ترجمة الكتاب، ومنها استعمال المؤلف مصطلحات جديدة غير معروفة.
هذا وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات وطرحوا أسئلة، أجاب عنها الضيف بشكل مشبع.