اخر الاخبار

عقد "رواق تفكير" التابع إلى اتحاد الأدباء والكتاب في النجف، قبل أيام، جلسة تحت عنوان "الفن التافه في مجتمعنا – انتاجا وتلقيا"، ضيّف فيها الشاعر د. فارس حرّام، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.

أدار الجلسة القاص أحمد الموسوي، واستبقها بتقديم نبذة عن الفن، قائلا انه "ضمير المجتمع ولسانه الناطق".

ورأى أن الفن الحقيقي يعبر عن قضايا المجتمع وهمومه وآماله وتطلعاته وحياته اليومية. فيما لفت إلى ان "الفن التافه يعبر عن الذائقة الرديئة داخل المجتمع، التي حينما تتمكن من الظهور والوصول إلى الناس، تصنع مساحة واسعة من الرثاثة".

بعد ذلك، استهل حرّام حديثه بتبيان معنى كلمة "تفاهة" في اللغة العربية. وبيّن انها تعني ما لا قيمة له، مثل الأطعمة التي لا نكهة لها ولا طعم.  ثم تطرق إلى آراء بعض الفلاسفة في الفن. وقال أن قسما منهم يحكمون على الفن من خارجه، من زوايا سياسية أو دينية او اجتماعية، ومن هؤلاء أفلاطون. بينما يحكم قسم آخر مثل ارسطو على الفن من داخله، باعتباره فعلا إنسانيا يجب أن يدرس من ناحية بنائه الفني فقط.

ثم عرّج على آراء بعض الكتّاب المعروفين، في الفن. وقال أن الكاتب الروسي تولستوي مثلا يرى أن الفن يجب أن يخدم المجتمع ويحاكي همومه وتطلعاته، بينما يرى الشاعر الفرنسي بودلير ان الفن يُفترض أن يخدم الفن (مذهب الفن للفن). 

ولفت الضيف إلى ان بعض الأعمال الفنية يُعتبر تافها في وقت ما، لكن بعد مرور مدة معينة يُصبح من الأعمال المميزة.

وأشار إلى أن "مفهوم التفاهة نسبي يتعلق بالذائقة الفردية، ولا يمكن بلوغ تعريف محدد وموضوعي وشامل وعام وحاسم لمفهوم التفاهة. فالتافه عندي قد يختلف عن التافه عندك. لذلك لا يمكننا سن قوانين تحد من فكرة الفن التافه".

وخلص حرّام إلى ان "ثقافة المجتمع الفنية تحميه من تداعيات الفن التافه. وفي مجتمعنا تبدو هذه الثقافة ضعيفة اليوم، نتيجة رداءة طرق التعليم في المدارس والجامعات"، منوّها إلى ان "الفن التافه قد يُدعم من قبل جهات سياسية أو دينية".

وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، ودعوا فيها الجهات السياسية والدينية إلى الاستعانة بأوساط الفنانين حين يتطلب الأمر تقييم أعمال فنية.