العنوان اعلاه هو اسم كتاب الاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي الصادر أخيرا، والمكون من 4 أجزاء، تضم بين دفاتها قرابة 1800 صفحة من القطع الكبير.
يشكل الكتاب الصادر عن مؤسسة دار الصادق الثقافية في محافظة بابل، إضافة هامة للمكتبة المسرحية وأرشيف المسرح العراقيين، وتتويجاً وتكريساً لجهود جريدة "طريق الشعب" طيلة ست سنوات تقريبا من عقد السبعينات، وهي تنشر وتوثق كل ما له صلة بالحياة المسرحية في البلاد، في فترة كانت الاخصب على صعيد النشاط والابداع المسرحيين العراقيين.
تتوزع مادة الكتاب - كما سبق القول - على اربعة اجزاء.
يتضمن الجزء الاول منها (630 صفحة) مقدمة الكاتب، التي يستعرض فيها موجهات خطته لجمع كل ما نشر عن المسرح والمسرحيين والانتاج المسرحي في العراق، في اعداد جريدة "طريق الشعب" العلنية منذ صدور عددها (صفر) في 11 ايلول 1973، حتى توقفها الاضطراري اوائل نيسان 1979، إثر تفاقم هستيريا الارهاب الذي اطلقه نظام البعث ضد الحزب الشيوعي ومنظماته ومنصاته المختلفة.
وحرص الكاتب على التعاطي مع المواد ذات الصلة، على وفق ما نُشرت على صفحات الجريدة من دون تدخل. لكنه استثمر الهامش لعرض ما رآه ضروريا من ملاحظات وتوضيحات وتعريف بشأن او بآخر، وبالمسرحيين والاعمال المسرحية المعروضة والفرق التي نفذتها.
واحتوى الجزء الاول على ما نشرته "طريق الشعب" خلال السنوات الست المذكورة من متابعات وتقارير وتحقيقات المسرحية.
وجاء الجزء الثاني من الكتاب (420 صفحة) مقتصرا على مقالات النقد المسرحي.
فيما ضم الجزء الثالث (320 صفحة) البحوث والدراسات المتعلقة بالعمل والحياة المسرحيين وبالاعمال المسرحية المعروضة في تلك السنوات، وبالمسرح عموما، خاصة العراقي.
اما الجزء الرابع (423 صفحة) فاحتوى الحوارات والمقالات عن المسرح والعروض المسرحية ومبدعيها، وجاءت صفحاته الاخيرة حاملة صورا لبعض صفحات "طريق الشعب" العلنية في اعدادها الاولى، وصفحات تغطية صحفية وفنية لاحداث مسرحية هامة وغيرها.
ويتلمس القاريء وهو يتصفح الكتاب بأجزائه الاربعة، مدى الاهتمام والحرص الشديدين اللذين تحلى بهما الكاتب أ. د. علي الربيعي، وهو يتابع موضوع الكتاب طوال سنوات ويسجل الملاحظات ويجمع المادة في خضم عودته الى أعداد الجريدة الصادرة خلال سنواتها الست، والآلاف من صفحاتها.
وتبقى الاشارة الى التمني الذي يتملك القاريء، وهو يطوي آخر صفحات الجزء الرابع والأخير من الكتاب، ان يحفز هذا المنجز الثمين معنيين آخرين بالشأن المسرحي من زملاء الاستاذ الربيعي، ويدفعهم الى تقصي وإظهار ما نُشر في بقية الصحف والدوريات الصادرة في السنوات ذاتها، عن الحركة المسرحية العراقية أثناءها وما تميزت به من عطاء خصيب وغنىً في الكم ورقيّ في النوع.