أقامت الجمعية الثقافية المندائية في لوند – السويد، يومي 25 و26 تشرين الأول الماضي، مهرجانا ثقافيا وفنيا في مناسبة الذكرى الـ30 لتأسيسها.
ومنذ تأسيسها، نظمت الجمعية نشاطات منوعة، أمسيات ثقافية وفنية ولقاءات مع شعراء كبار وشباب، منهم الراحلان مظفر النواب وعريان السيد خلف، وحمزة الحلفي وعدنان الصائغ وعادل أدهم. كما نظمت جلسات للفنانين الراحلين خليل شوقي وزينب وفؤاد سالم وكوكب حمزة، فضلا عن الفنانة فريدة وفرقتها الموسيقية والكثيرين من الفنانين والأدباء العراقيين.
وتنوعت فعاليات المهرجان الأخير، منها معرض تشكيلي ساهم فيه الفنانون خليل ياسين، سعاد هندي، جعفر طاعون، نوري عواد وأزهار توفيق مهدي، ومعرض لفن المصوغات الفضية المطعمة بالأحجار، للمهندس الفنان عبد الإله سباهي، وآخر للكتاب أقامته "دار ميزر" للطباعة والنشر.
في اليوم الأول، وبعد إلقاء كلمة الجمعية في المناسبة، عُرض فيلم عن نشاطاتها طيلة 30 عاما، من انتاج وإخراج الأخوين لؤي وعدي حزام.
بعدها قدمت المحامية آذار علك، المتخصصة في القانون الأسري والأحوال الشخصية، محاضرة حول اللوائح القانونية الجديدة التي تؤثر على حياة الأشخاص.
ثم ارتقى المسرح الشاعر ماجد آل ياسين ليلقي قصيدة شعبية، تلاه المخرج السينمائي قتيبة الجنابي بعرض فيلم عن الفنانة الراحلة ناهدة الرماح، اتسم بجمالية الصورة ودقة الإخراج الفني، وأعاد الحضور إلى المسرح العراقي الأصيل الجاد، ومساهمات فنانيه في إرساء القيم الإنسانية.
وفيما قدمت "فرقة الشموس"، التي تشرف على تدريبها الفنانة ثريا بطي منذ تأسيسها قبل ثلاثة عقود، رقصات فلكلورية، ألقى الأستاذ صلاح جبار عوفي قصيدة شعبية.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بحفل غنائي للفنان توفيق التميمي، انتهى بتوزيع أوسمة على المساهمين في المهرجان.
وتلقى المهرجان رسائل تهنئة أشادت بدور الجمعية الريادي في تعزيز اللحمة بين الجالية العراقية والمندائية، وفي تعميق الثقافة العراقية الأصيلة.
أما اليوم الثاني، فقد كان برنامجه متنوعا. ففي البداية ألقى الشيخ قيس عيدان علك كلمة أشاد فيها بجهود الجمعية ودورها الثقافي وتقديمها الدعم للوافدين. ثم عرض المخرج قتيبة الجنابي، فيلما عن حياة الفنان الراحل خليل شوقي، أعاد بالذاكرة إلى المسرح العراقي الأصيل.
بعدها ألقى الأستاذ صلاح جبار عوفي قصيدة أرسلها الشاعر أجود مجبل من الناصرية، يرثي فيها الشاعرة الراحلة لميعة عباس عمارة. وقد رافق إلقاء القصيدة عرض فيلم يتضمن لقاءات مع الراحلة. كما قرأ الأستاذ علاء دهلة مساهمة للباحث نعيم عبد مهلهل، ليعتلي المسرح بعدها المغني الأوربي الشهير باولي راي ويقدم مجموعة أغنيات. ثم جاء دور "فرقة ينابيع" المسرحية لتقدم مسرحية بصوت الفنان عدنان سبتي، عنوانها "التفات والموت الجميل". وهي مونودراما عن قصة للكاتب أحمد محمد أمين، وإعداد صلاح الصكر وإخراج وتمثيل سلام الصكر، والموسيقى من اختيار أصيل المندوي وتنفيذ روزا سلام. ليأتي دور الباحث د. خزعل الماجدي، الذي تحدث عن الأخلاق المندائية بين الدين والدنيا، أعقبه الشاعر أحمد الثرواني بإلقاء مجموعة من قصائده.
وختم المطرب آشور المهنا وفرقته الموسيقية، المهرجان بأغنيات عراقية.