اخر الاخبار

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في المثنى بالتعاون مع البيت التراثي في السماوة، الأسبوع الماضي، بالروائي المغترب، ابن مدينة السماوة، يوسف أبو الفوز، وسط جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الأدب.

أدارت جلسة الاحتفاء د. زينب فاضل المرشدي، فيما استهلها أبو الفوز بالحديث بدايات مسيرته الأدبية، وحلقات تأسيسه الأولى، وأولها العائلة التي علمته حب القراءة والمبادئ الثورية في العمل الجاد لأجل الحرية والعدالة الاجتماعية.

وأضاف قائلا ان الحلقة الثانية تمثلت في دور مدرسيه، الذين وجهوه للاهتمام بقراءات مبكرة وفرت له أساسا معرفيا ولغويا، مبينا ان الحلقة الثالثة كانت مدينته السماوة وأجواءها الثورية والاجتماعية والثقافية، والتي احتلت مساحة في كتاباته.  ثم تحدث عن مسيرته في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وعن نشاطه قبل ذلك في اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، والذي أوقد فيه جذوة النضال ورفض الظلم والطغاة، ملقيا الضوء على مسيرته النضالية في صفوف حركة الأنصار الشيوعيين في كردستان.

وعرّج المحتفى به على تجربته الكتابية في منفاه الفنلندي، والتي توجها بإصدار عدد من الكتب الأدبية. فيما أشار إلى ان العراق ومدينته السماوة، لم يغادرا وجدانه وكتاباته وهو في المنفى.

وفي سياق الجلسة، تحدث الشاعر الكبير يحيى السماوي عن تجربة أبي الفوز الإبداعية، وعن حبه لمدينته السماوة ولعائلته التي ساهمت في تكوين شخصيته الأدبية والسياسية، مبينا أن المحتفى به يتسم بصلابة الموقف والانحياز لهموم الناس.

ولفت السماوي إلى 3 عوامل صنعت أبا الفوز، هي: الفقر، الحب والعشق. فهو دائما يعيش حالة عشق مع حبيبته وزوجته شاديمان، وأخيرا الحزب وجبال كردستان. إذ انه كان مقاتلا في حركة الأنصار، ما جعله أكثر صلابة وتمسكا بمبادئه الوطنية”.

وقدم الشاعر والباحث عامر موسى الشيخ مداخلة عن تجربة المحتفى به، واصفا إياه بـ”أحد المبدعين الذين يشكلون ظاهرة في فضاء الثقافة العراقية من خلال تعدد الاهتمامات الكتابية في الرواية والقصة القصيرة والصحافة”.

وتحدث الشيخ عن رواية أبي الفوز “مواسم الانتظار”، وعن كتابه “أطفال الأنفال” الذي يوثق جرائم النظام الدكتاتوري المباد.

كذلك تحدث في الجلسة الكاتب المسرحي عبد الحسين ماهود، عن علاقته بالمحتفى به منذ أيام الدراسة الاعدادية، وعن علاقة الأخير بأخيه المخرج السينمائي هادي ماهود الذي كان معه في المهجر، حيث يلتقيان ويعملان على تسجيل معاناة المهاجرين العراقيين الذين يدفع بهم جرم النظام المباد إلى الهجرة، رغم مخاطرها.

وقدم رئيس الاتحاد د. عزيزي الموسوي، مداخلة ذكر فيها ان الاتحاد أخذ على عاتقه الاحتفاء برموز المثنى الأدبية، من الداخل والخارج، بهدف خلق جو تفاعلي بينه وبين جمهوره التواق للقاء المبدعين الذين تركوا بصمة واضحة في الساحتين الثقافيتين العراقية والعربية.

هذا وتحدث في الجلسة أيضا صديق أبو الفوز، الفنان التشكيلي سامي مشاري، الذي ذكر ان صديقه “كان متميزا منذ طفولته، وكان نهما في القراءة ويثير موضوعات أكبر من سنه”.  

وفي الختام، قدم رئيس الاتحاد لوح إبداع إلى الروائي يوسف أبو الفوز.