ميزة هذا الحزب - بخلاف الاحزاب القومية - انه يحمل؛ منذ عنوانه؛ اسم العراق•
وانا في السادسة عشرة كانت اجواء ثورة تموز 58 المضطربة قد قسمت العراقيين الى ثلاثة اقسام؛ متنافسة اولا؛ ثم متحاربة. ثانيا: الوطني والقومي فالبعثي•• ولاننا عراقيون - منذ سومر وبابل واشور•• فلقد انتسبنا الى عراقيتنا الاصيلة منذ بداية التاريخ البشري؛ على حساب(قوميتنا)؛ التي هي محض لغة مشتركة؛ اي محض (لسان)!
وكان الدين والطائفة الدينية؛ في زماننا؛ اكبر واجلّ من ان تكون حزبا او تنظيما؛ بل الدين هو عقيدة راسخة يرثها الابناء عن الآباء؛ كما ورثها الآباء عن الاجداد•• فكان الشيوعيون - في كل العالم - مسيحيين ومسلمين ويهودا ومن أديان البشر كلها؛ لان الدين دين مقدس متوارث؛ بينما الماركسية والشيوعية هي فكر بشري؛ تعاون على تكوينه ثلاثة مفكرين: الماني وانجليزي وروسي•• كما ازدهر هذا الفكر بعد انهيار الفاشية والنازية؛ بعد الحرب العالمية الثانية: حزب شيوعي امريكي وفرنسي وباكستاني وايراني•• فهكذا تغير العالم كله• والعراق سيد العالم! وكان فخرا لنا ان تنتصر الشعوب على هتلر وموسوليني••
وانا ذاك الفتى النحيل ابن السادسة عشرة؛ ما زلت فخورا انني اعتُقلت وسجنت في ازمنة العراق كلها.
وانا الآن - وقد جاوزتُ الثمانين – ما زلت منتميا لحزب عراقي وعراقي فقط .. وهو اليوم ابن التسعين!!