اخر الاخبار

يحتفل شعبنا العراقي وقواه الوطنية التقدمية بالذكرى ٦٥ للثورة ١٤تموز ١٩٥٨ الخالدة، هذه الثورة التي ولدت عبر نضال طويل خاضته الجماهير الكادحة والمثقفون الثوريون ضد هيمنة الاستعمار البريطاني والحكم الملكي الاقطاعي العميل. لتحقيق الاستقلال والحرية والديمقراطية، والتحرر من كافة انواع الاضطهاد السياسي والطبقي والاقتصادي والاجتماعي.

وأدت تلك النضالات التراكمية إلى خلق وعي سياسي تحرري لدى بعض الضباط الوطنيين إلى تشكيل حركة الضباط الاحرار، كما شجعت الاحزاب الوطنية الديمقراطية القومية إلى تأسيس جبهة الاتحاد الوطني سنة ١٩٥٧ والتنسيق بين الحركة وجبهة الاتحاد لدعم الثورة في إعلان البيان الأول.

وهذا ما تحقق فعلا، وما ان أعلن البيان الأول من الإذاعة حتى نزلت الجماهير الشعبية الواسعة في بغداد وكافة مدن العراق معبرة عن فرحتها ودعمها للثورة وحمايتها، وهكذا انتصرت الثورة بوحدة قوى الشعب الممثلة بجبهة الاتحاد الوطني والتضامن مع قادة الثورة.

 وفي فترة قصيرة أصدرت قرارات وطنية تحررية التي منها التحرر من هيمنة الاستعمار ألبريطاني وعميله النظام الملكي الاقطاعي. الخروج من حلف بغداد، تحرر العملة العراقية من الجنيه الاسترليني، اصدار قانون الإصلاح الزراعي قانون الاحوال الشخصية ١٨٨ لسنة١٩٥٩، قانون رقم ٨٠، بناء دور مدينة الثورة وغيرها من الإنجاز التي يعرفها الأعداء متنكرين لها.

لنعد إلى موقف القوى المعادية، فمنذ اعلان انتصار الثورة أظهرت القوى الاستعمارية عن تحركها للقضاء على الثورة حيث حركت أمريكا اسطولها الخامس في البحر المتوسط وحركت بريطانيا قواتها في الأردن، وفي الداخل تحرك عمر علي قائد الفرقة الاولى في الديوانية، ولكن يقظة الثوار افشلت ذلك واعتقلته. وكان إنذار الاتحاد السوفيتي ردا حاسما على تلك المؤامرات.

 انهارت جبهة الاتحاد الوطني وتحول القوى القومية مع بقايا النظام الملكي الاقطاعي إلى جانب القوى الاستعمارية والعمل معها لإسقاط الثورة والقضاء على قادتها وحلفائها من الشيوعيين والديمقراطيين والمستقلين وصارت المجازر الكبرى بانقلاب شباط ١٩٦٣.

 لم تتوقف حملات معاداة ثورة الكادحين لحد الآن واصفينها بالانقلاب العسكري الدموي المعادي للديمقراطية مقارنة بالنظام الملكي. فنسأل أصحاب تلك الأقلام السوداء عن سياسة النظام الملكي الاستعماري من قمع الحريات ونشر الفساد وقتل المتظاهرين في الشوارع والساحات، ومن قتل عمال كاورباغي وقتل علوان شمران في كلية الطب مما آثار غضب الأساتذة، ومن قتل جعفر الجواهري وقيس الآلوسي شهداء الجسر واعدام قادة الحزب الشيوعي وتعليق اجسادهم في الساحات   كما فعل بضباط ١٩٤١. وتهجير ٥٠٠٠ عائلة من مدينة الحي واعدام اثنين من قادة الانتفاضة وملء السجون بالمعتقلين والاعتداء على سجناء سجن بغداد واستشهاد بعضهم وهروب الفلاحين إلى بغداد والسكن خلف السدة (الثورة) هربا من قمع واضطهاد الاقطاع.

الم يحل نوري السعيد مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة ١٩٥٤. واخيرا عمدت سلطات بعد ٢٠٠٣ إلى طمس الثورة وتاريخها ولكن لن يستطيعوا طمس إنجازاتها المغروسة في أرض الوطن والشعب وعملت تلك السلطات إلى الاحتفال باليوم الوطني للاستقلال الذي منحتها بريطانيا في ١٣ /١٠ /١٩٣٢ الخالي من اي معنى للاستقلال.

وعلى أولئك المؤرخين ان يغسلوا ضمائرهم ويحتفلوا بثورة ١٤تموز كما يحتفل الشعب الفرنسي وبقية شعوب العالم. وستبقى ثورة تموز خالدة ساطعة لا يطفئها فحيحكم ولا اقلامكم. المجد والخلود للثورة وشهدائها.

عرض مقالات: