اخر الاخبار

تعد العلاقة بين الصناعات الغذائية والإنتاج الزراعي، علاقة تكافلية، اذ يعتمد كل منهما على الآخر لتحقيق النجاح المتبادل. فالدور الذي تقوم به الصناعات الغذائية، مهم وكبير في عملية الانتاج الزراعي ومعالجة منتجاته النباتية والحيوانية.  تأخذ الصناعات الغذائية الانتاج الزراعي الخام من المزارعين وتحول إلى منتجات غذائية مصنعة وذات قيمة مضافة. يمكن أن يشمل نشاطات عدة، مثل طحن الحبوب وتعليب الفواكه والخضروات ومعالجة اللحوم وتكرير الزيوت وتصنيع منتجات الألبان.  تضيف هذه الصناعة، قيمة إلى المنتجات الزراعية، يجعلها أكثر ملاءمة وجاذبية وجاهزة للاستهلاك، وتضمن توفر الكمية والجودة المناسبة في المكان والزمان المناسبين. كما تعد شبكات التوزيع الفعالة في سلسلة توريد هذه المنتجات، ضرورية للحفاظ على توافر الغذاء وتقليل الهدر. ايضا، مراقبة طلب السوق وتفضيلات المستهلك، احدى مهام هذه الصناعات، تحديد أنواع المنتجات الزراعية التي يجب إنتاجها ومعالجتها عن طريق تحليل اتجاهات المستهلكين وإجراء أبحاث السوق وتطوير منتجات جديدة لتلبية احتياجات المستهلكين المتغيرة مما  يساعد  في توجيه قرارات الإنتاج الزراعي ، والتأثير على أنواع المحاصيل والثروة الحيوانية .فضلا عن ذلك، تلعب الصناعات الغذائية دورًا حيويًا في الحفاظ على معايير الجودة وضمان سلامة الغذاء عن طريق الالتزام  باللوائح الحكومية والمعايير الدولية ومراقبة الجودة ووضع العلامات والتعبئة والتغليف واجراء عمليات التفتيش والاختبار وإصدار الشهادات، وبالتالي ضمان آمن للطعام المنتج للاستهلاك. وبتوافر شروط الجودة، يسهل وصول المنتجات الزراعية إلى التجارة العالمية والتفاوض على الاتفاقيات التجارية ويخلق فرصًا للمزارعين لتوسيع قاعدة عملائهم وزيادة عائداتهم من خلال الصادرات، كذلك تقدم الصناعات الغذائية معرفة للمزارعين فيما يتعلق بما يفضله المستهلكون، ومتطلبات السوق، وجودة المنتج، مما يساعد المزارعين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن اختيار المحاصيل والممارسات الزراعية وأساليب تربية الحيوانات.

تواجه صناعة الأغذية في العراق العديد من التحديات التي تؤثر على كفاءتها وإنتاجيتها وقدرتها على تلبية احتياجات السكان الغذائية منها ضعف البنى التحتية في ادارة النقل والتخزين وشحة المياه مما لا يضمن امدادا مستقرا وموثوقا به من المواد الخام الزراعية فضلا عن التكنلوجيا المحدودة والممارسات الزراعية التي عفا عنها الزمن وهذا يعيق قدرة القطاع على تعظيم الغلات وانتاج محاصيل عالية الجودة. كذلك تواجه الصناعات الغذائية في العراق ضعف الاطر التنظيمية والقدرة المحدودة على التفتيش والاختبار ونقص الوعي حول ممارسات تداول الاغذية المناسبة مما يزيد من مشاكل التلوث والغش وعدم اتساق جودة المنتج، مما يؤثر على ثقة المستهلك والقدرة التنافسية في السوق. تتطلب مواجهة هذه التحديات جهودًا متضافرة من الحكومة والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة المعنيين. يمكن أن تساعد الاستثمارات في تطوير البنية التحتية، وتحديث الممارسات الزراعية، وتحسين أنظمة إدارة المياه، وتعزيز أنظمة سلامة الأغذية، وتدابير تيسير التجارة في التغلب على المشاكل التي تواجه صناعة الأغذية في العراق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم تعزيز البحث والابتكار ودعم صغار المزارعين وتعزيز ريادة الأعمال في نمو القطاع وقدرته على الصمود.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ماجستير ارشاد ونقل تقنيات زراعية