الإدارة الصغيرة الناجحة أحد أهم فروع الإدارة المدرسية، حيث توفر النظام الفعال لقاعدة الدرس الذي تتم فيه عملية التعلم والتعليم وتوفير أجواء دراسية مناسبة تساعد المعلم أو المدرس والطالب على تحقيق الهدف المرسوم بأفضل الظروف وأحسن الطرق وباقل ما يمكن من الوقت والجهد والتكلفة، اذ يتعذر النجاح في عملية التعليم اذا لم نهيئ جواً دراسياً مناسباً يشعر فيها الطالب بالاستقرار والشفافية والحرية، تلك الأجواء التي يفتقدها طلابنا في المدارس، فهي التي تحفزه وتدفعه إلى التفاعل الإيجابي مع المعلم او المدرس وبخلاف ذلك تخلق لهم الكثير من  المشاكل داخل الصف، بحيث تعيق عملية التعلم، فمن الضروري تنظيم البيئة الصفية التي انعدمت في مدارسنا.

وحتى تنجح العملية التربوية لا بد من استخدام أساليب التعلم غير المباشرة وتنظيم بيئة الطلبة ووقتهم واستخدام الوسائل التعليمية المناسبة وتوفير المصادر وغرس روح الاستكشاف وحب التعلم عندهم، إضافة إلى جهود المعلمين والمدرسين لتكون بيئة التعليم مشجعة على التفاعل الإيجابي من أجل انجاحها، وهنا لا بد ان يكون دور المعلم باحترام الطلبة وتقديرهم والابتعاد عن التحقير والإساءة اليهم، وان تكون له القدرة على التنظيم داخل الصف إضافة إلى قدرته على اشراك جميع الطلبة في التفاعل الصفي مع اعتماد التسلسل المنطقي في طرح المادة الدراسية وفي أداء الأنشطة المصاحبة، وان يسود النظام داخل الصف حتى تحصل الفائدة للجميع، وأن يركز المعلم على المهام والواجبات التعليمية أثناء الدرس، وعليه فان فرض النظام داخل الصف جزء مهم من الإدارة الصفية، وان يميز المعلم بين الانصراف عن الدرس وعدم الانتباه له وبين السلوك السلبي، لأنهما يقاطعان عملية التعلم ويتضاربان مع حقوق الطلبة الآخرين ويحرمان من الاستفادة من الدرس، وهما سلوكان غير مأمونين نفسياً وبدنياً ويؤديان إلى تخريب عملية التعلم والتعليم والعبث بها وضياع الفائدة منها.