اخر الاخبار

 آذار شهر الخير والعطاء والربيع الدائم.. عامر بالمناسبات السخية تتعاقب كل عام، ففي الحادي والثلاثين من هذا الشهر من كل عام تتوهج النيران على ذرى أرض الرافدين الخضراء والحضارات مبشرة بالربيع ومضيئة دروب الكفاح ضد أشكال الجور والظلم. وآذار هذا العام له حلاوة ونكهة خاصة رغم الظروف الشديدة القساوة التي يمر بها البلد من أزمات سياسية واقتصادية وخدمية ومحاصصة طائفية وأمنية وتعسر شديد في اختيار حكومة وطنية تسير بالبلاد إلى شاطئ الأمان والسلام والازدهار. ففي آذار هذا العام وكل عام يوقد الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم وكل أنصار الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في بلادنا شمعة جديدة من الكفاح في تاريخ نضاله الطويل الحافل بالعطاء والتضحية. وها هو في هذا العام يحتفل الشيوعيون وكل القوى التقدمية في كافة ارجاء العراق بذكراه (89)، عمر النضج والحكمة. ومنذ بداية تأسيسه كشف الفصيل الأول الفتي الملتهب بحب الوطن وبساطة رفاقه وحماسهم المتوهج أوراقه على صحيفته السرية (كفاح الشعب )حيث دعا فيها في 1935 إلى تصفية القواعد العسكرية الأجنبية وإلغاء معاهدة (1930)، وإلى يوم عمل من ثماني ساعات وتوزيع الأراضي على الفلاحين، وسرت في الشارع العراقي والأزقة الفقيرة همهمات رضا واستبشار، ولاح في العيون وميض عزم ووعد ..فيما أجفل الحاكمون نفورا وخشية وانكبوا على سيوفهم يشحذونها، وتحول الأمل منطلقا لعمل واعد منظم لا يكل، مفعم بنكران الذات والتضحية والعطاء الثر، وراح يستقطب كل يوم مزيدا من الساخطين على الاستعمار والرجعية واحتكاراتهم النهابة ونظامهم العميل، وتواصل النضال متصاعدا دون انقطاع رغم موجات القمع والعسف والارهاب.

وتصدر الشيوعيون العراقيون نضالات الجماهير ومعارك العمال وهبَات الفلاحين وشغيلة اليد والفكر، وراح منذ ذلك الحين رفيقات ورفاق يوسعون تحركهم وسط الجماهير وقيادة كفاحها السياسي والاجتماعي. ومآثر شعبنا لا تذكر إلا ويذكر معها الحزب الشيوعي العراقي ونضاله المتفاني في وثبة كانون وانتفاضتي (1952و 1956) وفي معركة كاور باغي واضرابات عمال الميناء والسكك وغيرها الكثير من النزالات المشهودة التي مهدت لانتصار ثورة الرابع عشر من تموز ومقاومة الظلاميين بكل صلابة وصمود وتضحية في شباط الاسود (63) والنظام الديكتاتوري المنهار في (2003). ومن نافل القول إن الانظمة التي توالت على حكم العراق  طيلة عدة عقود خلت  قدمت نماذج متنوعة لسلطة الاستبداد والقمع والترهيب في قسوتها، ولكنه بفضل وحدة الحزب التنظيمية واعتماده على الجماهير وبفضل التضامن الأممي استطاع أن يجتاز أقسى الظروف والمحن ضراوة مقدما أغلى التضحيات وفي مقدمتهم فهد وحازم وصارم  وسلام عادل والعبلي والحيدري  وابو العيس وغيرهم الكثير، ورتل عظيم  من الشيوعيين البواسل الذين قدموا الدليل بشهاداتهم البطولية على أن الحزب الشيوعي العراقي أقوى من أن تنال منه قوى الشر والظلام والبطش والارهاب لأنه يجسد ارادة الشعب  وضمير الجماهير  الكادحة.       

 ونعاهدهم أننا على الدرب سائرون من أجل وطن خال من الاحتلال والتبعية وشعب ينعم بالسعادة والرفاه والأمان والسلام.

المجد والخلود للحزب الشيوعي العراقي وتاريخه المجيد

المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي والحركة الوطنية

عاشت الذكرى (89) لميلاد حزب الجماهير وشغيلة اليد والفكر الحزب الشيوعي العراقي. 

عرض مقالات: