اخر الاخبار

عاودت الأحزاب الوطنية والمنظمات الديمقراطية تنظيم صفوفها ومزاولة نشاطها الوطني الديمقراطي السياسي والاجتماعي لبناء دولة مدنية، وذلك بعد سقوط النظام الدكتاتوري الفاشي في عام 2003. وبرزت الجماهير النسوية وفي طليعتها رابطة المرأة العراقية في هذا النشاط، الذي كان من بواكيره، رفض وشجب تخريب قانون الإحوال الشخصية، رقم 188 لسنة 1959، من خلال محاولة مجلس الحكم تشريع قانون رقم 137 لسنة 2005. .

ففي محافظة بابل، تجمعت الجماهير النسوية في ساحة الحرية أمام مبنى المحافظة بقيادة الناشطة والمناضلة حسينة بنيان، وإلى جنبها تجمع الاحرار التقدميين، ثم سارت المسيرة في شوارع المدينة وسط ترحيب وتصفيق من الجمهور.

وفي مظاهرات شباط 2011 كان للرابطة والجماهير النسوية حضور فعال ومؤثر عندما شاركت بزخم واضح في المطالبات الجماهيرية. وفي تموز 2015، كان صوتها هادراً مع بقية المتظاهرين، وهي تهدف ضد نظام المحاصصة والفساد وتطالب بمحاسبة الفاسدين في المحافظة وبإقامة دولة الحرية والديمقراطية والمساواة.

 واستمرت تلك المظاهرات لفترة طويلة، وشارك فيها الشبيبة والأطفال، وحتى شهدت مسيرات ليلية وعلى ضوء المشاعل. وما أن اندلعت انتفاضة تشرين العظيمة حتى جسدت المرأة البابلية أروع صور المشاركة والنضال جنبا إلى جنب مع رفيقها الرجل، وكانت حاضرة من كافة الفئات الاجتماعية من ربات بيوت وموظفات ومعلمات وتدريسيات وجامعيات وطالبات ومن كل المراحل.

كما تجدها في المسيرة هاتفة نريد وطن، كلا لنظام المحاصصة والفساد، تحمل اللافتات والشعارات، وعلى صدرها تحمل صور الشهداء الأبرار أو توقد الشموع لأرواحهم الطاهرة. وتراها تعالج الجرحى وتقدم ما يحتاجه المتظاهرون من الماء و الطعام وتنظف الساحات وتشارك في إنشاد الأغاني الوطنية الحماسية وفي عقد الندوات التنويرية. لقد جسدت الانتفاضة أروع صور التلاحم الجماهيري والاجتماعي، رغم ما تطلقه أجهزة السلطة من اشاعات مسيئة لتك التجمعات إضافة لإطلاق الرصاص على المتظاهرين. فتحية للمرأة البابلية وكل المناضلات الساعيات في ساحات الاحتجاج لتحقيق أهداف وطموحات الشعب من أجل التغيير الشامل وحياة حرة سعيدة، والمجد والخلود لشهداء الانتفاضة والوطن والحرية.

عرض مقالات: