اخر الاخبار

عيد المرأة العالمي في 8 آذار، لم يأت كمنحة أو منّة أو هدية من الأمم المتحدة أو غيرها ... انما هو نتيجة نضال طويل وصبور ومثابر لنساء العالم ... فبالرغم من التقسيم الجغرافي والقومي والعرقي واللغوي والحضاري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للعالم ... فقد اتحدت النساء في كل الدنيا في النضال من أجل اثبات حقوقهن ومساواتهن مع الرجل، وخاصة في المائة سنة الماضية، حيث ناضلت المرأة الأوربية والأمريكية من أجل المساواة والعدالة والسلام، ومن أجل تقدم المجتمع.

يوم المرأة العالمي... هو قصة كفاح للمرأة كصانعة التاريخ الإنساني، فقد امتدت جذور هذا الكفاح لقرون طويلة في الحضارة الإغريقية والفرنسية والفارسية، من أجل مشاركتها الفعالة في بناء المجتمع وتقدمه، ومن أجل مساواتها مع الرجل. 

فكرة يوم عالمي للمرأة، تبلورت في بداية القرن الماضي، ومع التطور العلمي والتكنولوجي ومع الانفجار السكاني ومع الأفكار الراديكالية. 

في عام 1909 أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي، لأول مرة أن يكون يوم 28 شباط، كيوم احتفالي للمرأة في أمريكا، واستمر هذا الحال حتى عام 1913.

في عام 1910 اجتمعت عدة أحزاب اشتراكية أوربية وعالمية في كوبنهاكن/ عاصمة الدنمارك، وقررت أن يكون يوما للاحتفاء بالمرأة وعيدا لها، ضمن إطار النشاط الأممي لمشاركة معاناة المرأة ودعم الحركات النسائية العالمية، وقد وقعت على الاتفاقية 100 امرأة من 17 دولة، والتي ضمت لأول مرة ثلاث نساء من البرلمان الفنلندي .... ولم يحدد في هذا الاجتماع يوم محدد كعيد للمرأة العالمي. 

عام 1911 ونتيجة للاتفاقية الموقعة في كوبنهاكن بين الأحزاب الاشتراكية في السنة الماضية، فقد حدد يوم 19/ آذار عيدا للمرأة في كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا .... بعد قيام تظاهرات ومسيرات دعما للمرأة في المطالبة بحقوقها في الانتخابات، وفي المشاركة في الوظائف العامة وفي العمل، وضد التمييز بين الجنسين. وبعد أسبوع من هذا التاريخ أي في يوم 25 / آذار ، شب حريق كبير في معمل بمدينة نيويورك الأمريكية، بفعل متعمد، قضى على حياة 140 امرأة عاملة فيه، وكان أكثرهن من النساء الإيطاليات واليهوديات المهاجرات، هذا العمل الإجرامي البشع بحق النساء العاملات، الذي أقدمت عليه عصابات صاحب المعمل، لقمع النساء العاملات المضربات عن العمل وإنهاء العصيان في المعمل من أجل تحقيق مطالبهن في تحسين ظروف العمل وزيادة الأجور. كان لهذه المأساة الإنسانية تأثير كبير على قوانين العمل اللاحقة في الولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1914 وفي أجواء الحرب العالمية الأولى، حددت المرأة الروسية يوم الأحد الأخير من شباط يوما للتضامن مع المرأة في العالم. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى يوم 11 تشرين الثاني عام 1918 والتي أدت إلى استشهاد مليونين من الجنود الروس، خرجت النساء الروسيات في تظاهرة كبيرة عمّت أرجاء روسيا تحت شعار (الخبز والسلام للجميع) والمطالبة بالحقوق الانتخابية ومشاركة المرأة إلى جانب الرجل في إعادة البناء وتحمل المسؤوليات، وتم اختيار مرة أخرى يوم الأحد 23 /شباط حسب التقويم الروسي، ويصادف يوم 8 /آذار حسب القويم المستخدم في أنحاء العالم ... يوما وعيدا عالميا للمرأة. 

ألف تحية وتحية للمرأة العراقية في عيدها الأغر 

وألف تحية وتحية للمرأة في عيدها العالمي 

والتضامن بلا حدود مع المرأة العراقية ومع كل نساء العالم من أجل مساواتهن مع الرجل في الحقوق والواجبات التي تنص عليها المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. 

عرض مقالات: