اخر الاخبار

الأصل أن الجيوش في كل أنحاء العالم هي مؤسسات تنشئها الدول للحفاظ على سلامة أراضيها وضبط حدودها والدفاع عن سيادتها تجاه أي عدوان خارجي قد يقع عليها، وعادة تتكون هذه الجيوش من ضباط ومراتب لكل منهم مهنته العسكرية وعقيدته الوطنية الموحدة والقائمة على الولاء العسكري والانضباط الاداري. وقد كان الجيش العراقي السابق منذ تأسيسه في ٦ كانون عام ١٩٢١ مدرسة نموذجية في الضبط العسكري، ومثالا لوحدة العقيدة القائمة على الولاء للوطن، وقد كان الجيش طيلة الحكم الملكي متمردا على السلطة السياسية المدنية لتبعيتها للتاج البريطاني، ولم تكن تلك المعارضة إلا نتاج العقيدة العسكرية الوطنية، وقد توج الجيش تلك المعارضة بقيامه بثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨. والمعروف أن للجيش بضباطه ومراتبه امتدادات في العمق المدني آنذاك من خلال عقيدة الضباط الأحرار بضرورة التغيير، وقد كان لثورة الجيش تأييد شعبي مدني صار في حقيقة الأمر عاملا أساسيا في نجاح الثورة من خلال كشف مخابئ حكام العهد السابق والتعامل معهم بما يخدم أهداف الثورة، وقد ظل الجيش العراقي طيلة العهود السابقة عدا استثناءات قليلة،  قوة لا يستهان بها وعقدة تخيف الحكام المنحرفين، وقد استغل النظام السابق عقيدة الجيش في تنفيذ الأوامر بشن كل تلك الحروب العبثية وما نتج عنها من احتلال أمريكي للعراق،  والأمر بحله خوفا من عقيدته الوطنية المستأصلة في أعماق منتسبيه.

الأصل عند كل جيوش العالم هو الولاء للوطن كما كان الجيش العراقي السابق، ويتطلع كل مواطن أن يكون الجيش العراقي الحالي امتدادا للجيش السابق فيما يخص الضبط العسكري والعقيدة العسكرية بعيدا عن الموالاة إلا للوطن، وأن يكون مؤسسة يحرص ضباطها أن تكون مستقلة في قرارها، وان تكون عند الثغور لا في المدن وان لا تكون طرفا إلى جانب السياسيين في معاداة الشعب، لأن الجيش هو الشعب في جناحه المسلح ضد العدوان الخارجي.