اخر الاخبار

تمر على البشرية جمعاء الذكرى (الخامسة) بعد المئة لانطلاق ثورة اكتوبر الاشتراكية (1917) في روسيا... الثورة التي غيرت موازين القوى في العالم وغيرت وجهه وأعادت بناء الحياة الجديدة للإنسان وان كان النضال من أجلها طويلا وصعبا أن ينتصر، لقد كانت الثورة في البداية برجوازية ديمقراطية عندما قامت في شباط عام (1917) وكادت نتيجة لمؤامرات الاقلية (المنشفيك) تتجمد عند هذا الحد ..لولا يقظة القائد الثوري (لينين )، فدفع بها إلى ان تواصل طريقها الصحيح حتى تحقق مرحلتها الثانية، وتقيم أول دولة للعمال في التاريخ في اكتوبر من العام نفسه، بعد اندحار أفكار المنشفيك .

في مثل هذه الايام نعيش فرحة انتصارثورة عالمية هزت اركان الطغاة والرأسمالية والامبريالية العالمية في عشرة ايام بقيادة المعلم الاول لينين العظيم.. الثورة التي فتحت أفق مرحلة جديدة في الحياة الانسانية والبشرية جمعاء ...الثورة التي اصبحت ولا تزال ملهمة لشعوب العالم المظلومة المضطهدة والتي رفعت شعار (يا ايتها الشعوب المضطهدة اتحدي).

 في عام (1917) كانت أهم الاحداث العالمية المؤثرة في ذلك الوقت اذ لم تتأثر بها روسيا القيصرية فحسب بل تأثر بها العالم أجمع ف (العشرة ايام التي هزت العالم) كانت علامة مميزة على بداية عهد جديد في التاريخ. عهد يعترف بحق المساواة والحرية لكل فرد، وكانت ثمة اسباب كثيرة لقيام هذه الثورة.. فلقد كان الظلم والارتباك والبؤس متفشيا وكانت الدولة والحكومة تتصف بانعدام الكفاءة والرجعية وكان القيصر يملك السلطة العليا ولم يدع الشعب ينال حقوقه وحريته في العمل ..وكانت هناك ثمة فوارق كبيرة بين طبقات الشعب ..ومن الصعوبة لهذه الطبقات سواء كانت متوسطة او عادية او الدنيا ان تؤثرعلى حكومة القيصر اما العدالة فهي معدومة او قليلة، فكان في استطاعة الحكومة حبس أي شخص دون محاكمة ولأي مدة كانت وكان الفقراء من عامة الناس في عذاب شديد يتحملون أعباء الضرائب والمدد الطويلة في العمل في المصانع والمعامل بلا ضمان ومعرضين للسخرة،  اما للعمل في فرق عمل العمال.. أو الاعمال الشاقة في الطرق والمناجم،  وكان النبلاء ورجال الدين معفوين منها، فشاع الغضب والاستياء في أنحاء روسيا مما سهل الانفجار وأصبحت الحالة ميؤوسا منها وتفشي الجوع بين الناس أكثر من أي وقت اخر، وعبر هذه الثورة حققت الطبقة العاملة ولأول مرة في تاريخ البشرية سلطتها السياسية في بلد مثل روسيا، يعيش شعبه في ظل بقايا العلاقات الانتاجية الاقطاعية وبداية نمو وتطور الرأسمالية حيث لا تتوفر أدنى مستلزمات وشروط التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يدعم ويعتبر القاعدة المادية لانتصار ونجاح الثورة الاشتراكية، بوصفها نظاما اجتماعيا لايمكن قهره .. وشهد العالم متغيرات كثيرة جراء الواقع الجديد الذي فرضته الثورة حتى أن الانظمة البرجوازية في اوربا سعت إلى اتخاذ اجراءات واصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة بفعل الخشية على انظمتها ومن منافسة السياسات التي اتبعتها الدولة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي واقناع الطبقة العاملة في بلدانها بصواب ذلك النهج انه لتقليد عام وثابت أن تحتفل الاحزاب الشيوعية العالمية والأحزاب الاشتراكية الماركسية بذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية التي ايقظت العالم.

(وانه لتقليد مهم بالنسبة لنا نحن الشيوعيين العراقيين)، كما أن تأكيدنا على افكار ومكاسب ثورة اكتوبر ليس مجرد توكيد جازم على حقائق التأريخ العلمية ...فالمصالح العملية لنشاطنا الثوري الحالي والمستقبلي تجعلنا ننظر إلى الوراء لنتمعن في دروس تلك الثورة البروليتارية الظافرة والأولى من نوعها في العالم. والآن) تتحد جماهير واسعة لمقاومة (الامبريالية العالمية) والنضال بلا هوادة ضد الاضطهاد والفساد واللصوصية ونهب ثروات البلد والاحتلال والعبودية.. وتتسع المعركة يوما بعد يوم لتحقيق النصر الناجز لملايين الشباب (شباب تشرين) لأخذ مكانتهم في الحياة السياسية الحرة الكريمة الذين يلهبون الشارع السياسي العراقي وموقفهم الشجاع وتضحياتهم الجسام وقوافل الشهداء ضد الفساد والمفسدين وناهبي ثروات البلاد.. وشهدنا أخيرا نضالا ذا اهمية سياسية هائلة اجتاح المدن العراقية من اقصاها إلى اقصاها أدى إلى تبديل العلاقات السياسية بشكل اساسي وظهرت في الصورة عوامل جديدة ذات تاثير قوي على ظروف واهداف النضال الثوري. وتغيرت بعض الاوجه السياسية بفعل ذلك النضال المستمر ..لنهج الثورة التي اضفت على عصرنا هذا الطابع الخاص الذي نحسّ نحن بتاثيره المتزايد.. الثورة التي وضعت حدآ لهيمنة الامبريالية وادخلت نظاما اجتماعيا اشتراكيا جديدا ولم تعد الامبريالية هي التي تقرر مسار التاريخ بل الاشتراكية هي التي تقرره، ولا ننسى ابدا تأثيرها الهائل على شعوب العالم التواقة إلى التحرر من العبودية والاستبداد. إن ثورة اكتوبر هي الثورة الاولى في العالم التي نقلت السلطة كلها إلى الشغيلة بصورة لا مرد لها وأنها أضفت ميزة نوعية جديدة على الطبقة العاملة والجماهير بوجه عام ..بل ان حركة الطبقة العاملة في العالم كله ارتفعت إلى مستوى جديد وارقى ...وفي ضوء جديد للثورة حفزت ظهور احزاب شيوعية واشتراكية في عشرات الدول ..واصبحت المدافع الحقيقي عن حقوق الشغيلة والمصالح الطبقية للبروليتاريا ولعامة فقراء الشعب وزرعت الثقة العالية بقدرة الشعوب على مواصلة مسيرتها رغم الصعوبات والعراقيل نحو بناء بلدانها عن طريق المؤسسات والقانون . لقد نبعت المكاسب الهائلة لثورة اكتوبر بلا شك من وجود حزب بروليتاري استرشد بنظرية علمية هي (الماركسية اللينينية) وكان هناك أيضا عامل حاسم وراء انتصارها فالبلاشفة بقيادة (لينين الحكيمة أعاروا انتباها كافيا لخصائص روسيا والصيغ المختلفة للعملية الثورية في مراحلها المختلفة وتمكنوا من تقييم ميزان القوى في البلاد تقييما صحيحا واخذوا في اعتبارهم التجربة الغنية للنضال ضد الاضطهاد في البلدان الاخرى.

عرض مقالات: