اخر الاخبار

بصمتٍ رحلتَ.. ودونَ ضجةٍ.

وقد كنتَ تحلمُ بأن يعمّ الفرحُ والسلامُ هذا العالم،

وأسرجتَ قلبك للمحبة..

فقد بدأتَ الغناء مبكراً من اجل السلام والاطفال والوطن..

ودخلت مثل نسمةٍ ربيعيةٍ لبيوت الفقراء والكادحين،

وشاركتهم كسر الخبز وشربت معهم الماء من الجرار،

 وتشربت بالنظرات الحزينة في عيونهم.

يا عليّ…

بيني وبينك ما شدا به وترٌ..

وما اختلج في الوجدان من نبضٍ

ومن شجنٍ.. وأملٍ.. ورؤيا.

اتذكرُ.. وهذا بعضٌ من ذكرياتي معك، وما اكثرها واروعها:

كم كنت متحمساً.. حين بدأنا بالشروع في كتابة اوبريت المطرقة،

وكم سهرنا مع الرفاق للتحاور معهم واستخلاص بعض الدروس والاحداث التاريخية والتضحيات ونضالات الطبقة العاملة من أجل نيل حقوقها وعن تلك المدرسة النضالية .. سجن نقرة السلمان، وما كان يحدث ويجري في قاعاتها من ابداع انساني ونضالي ومعرفي. فكتبت لوحدك نص الاوبريت شعراً ونثراً واحداثاً ولوحات ومواقف،  وجسدت نضال الطبقة العاملة العراقية وتضحياتها بشكل رائع ومضمون عميق. فجاء العمل مكتملاً ورائعاً

كتبتَ:

سولف يا ليل سوالفنا ..غنوا يا ناس غنانينا

سولف للعالم يلتسمع..سولف عن شعبي وايامه.

وواصلت:.

باچر ما مش  سوط  اليلهب ..باچر ايد الظالم تتعب

مكتوب بتاريخ الدنيه.. خير وحب ..خبز وحنيّة

وانحط وردات على الماتوا

وما ننسه الضحوا يا شعبي

ما ننسه الضحوا من اجلك ..ما ننساهم..ما ننساهم..ما ننساهم.

وعلى لسان ام الشهيد محيسن:

إنطيت محيسن.. وأنتي معلّة .. لمن ما رايتكم تعله.

كنت مبدعاً يا علي.. في القصيدة والاغنية والكتابة النثرية.

كذلك في كتابة أغاني المسرحية..

فالعروسة بهيّة كنت شاعرها ومؤلف اغانيها:

يا عروسة.. يا بهيّة صارت زفتچ سالوفات

ياسين العريس الاسمر، تحنه بدمّه بليلة عرسه

وصارت وناته حچايات ..

شنگللكم يا فلاحين

كتلوا ياسين المن عدكم وتحدوكم.....

وعلى الصعيد الانسانيّ

كنت انساناً ودوداً متفائلاً ووطنياً غيوراً، يحبّ الناس ويحبونهُ

يا علي.. ما ذا اكتب فيك وعنك في هذه اللحظات.. والمشاعر

يتناوشها الحزن والأسى لفراقك؟؟

في هذا المرور والمناسبة تجيءُ كتابتي مختزلة جداً،

فهناك الكثير الكثير مما يجمعنا .

أجدني اتلفتُ لأيامٍ خلت.. أيام جمعتنا على المحبة والعطاء وحب الوطن والناس والعمل. فاراك بابتسامتك الودودة وانت تلوح للشمس بأغانيك وللوطن بغصن زيتون محبتك.

أدرك تماماً رحيلك عنا هو غياب جسدك، ولكنك حاضرٌ معنا

روحاً وشعراً ونبضاً وتاريخاً.

فالبصرةُ بكل نخيلها وبساتينها.. هذه المدينة، كما قلت في احدى قصائدك (بصرتنا ما عذبت مُحبْ..) .. لن تنساك.. فانت من طينتها خُلقتْ

 ومن روحها .. أخذت العبق والطيبة والسماحة ونبل عشاقها الاوفياء..

وداعاً ..وداعاً ..ففي الأعماق غصة وأسى.

لروحك يا عليّ السلام..

والذكر الجميل لك.. ولأهلك ومحبيك جميل الصبر.

عرض مقالات: