اخر الاخبار

نحن على أعتاب الموسم الشتوي ٢٢ -٢٣ والبلد يمر بظروف عصيبة جداً، ارتباطا بالوضع المناخي في العالم وشح المياه الذي قضى على الكثير من طموحات الفلاح وعائلتهِ. وساعد في ذلك عدم إيجاد الخطط البديلة لتلافي النقص الحاصل في المياه.  و اليوم يمر جميع الفلاحين وعموم سكان الريف بحالة من القلق الشديد، نتيجة عدم الاطمئنان ووضوح المستقبل، بسبب صمت الوزارات المسؤولة عن توضيح ما نحن عليه لتوفير نجاح مقومات الموسم الزراعي. قسم من الفلاحين يتذكرون ما تكبدوه من خسائر بسبب هذا الصمت غير المسؤول، حين بذروا الأرض وبالأخير تعذر عليهم زراعتها وبقيت البذور تحت التراب! هذا إضافة إلى عمليات الحراثة والتنعيم والتسوية ومن ثم البذار، كل ذلك تطلب تكاليف صرفت دون جدوى تتحملها الجهات المسؤولة، التي عليها أن تحدد الموقف بوقت مبكر قبل بذل الجهود والصرفيات.

وما هو ملح الآن هو ضرورة توضيح ما يجري في الحالة الإروائية، أي الحديث عن كمية المياه المتوفرة و المساحة الممكن زراعتها بالأرقام والأماكن، وتوفير المستلزمات اللازمة من البذور والأسمدة والمبيدات الفعالة. كذلك اعلان اسعار استلام المحاصيل وبوضوح تام، ليعرف الفلاح والمزارع، المساحات التي تنوي الجهات المعنية توفير المياه لزراعتها، وبذلك يستطيع الفلاح تحديد الجدوى الاقتصادية من عملية الزرع ومعرفة الفائض المالي “النقدي” للمساحة المزروعة.  أما في حالة الغموض وعدم الوضوح فهذا يسبب القلق والتردد وخساره في الوقت، كذلك مطلوب وإتقان عمليات التهيئة والتحضير الجيدين، كالتشميس كما يسمونهُ.