اخر الاخبار

خلافاً لعادته، المألوفة لكم، وهي الاستهلال بالمشكل، والحكاية هي القفل. فقد استهل بالحكاية اليوم وقفل بالمشكل.. لم استغرب ذلك، فكل شيء عرضة للتطور، حتى خلف الدواح وهو يقول:

- چان بجريتنا رجال خيّر محترم، اسمه زاير منصور، عنده لحية طويلة كلش، ومعتني بيها وبصبغها اكثر من اللازم.

ليله من ليالي الشتا، جاعدين بمضيف الشيوخ، مدري ليش گطع عگلي ونشدته:

- خالي، زاير منصور، يرحم والديك، لونمت بالليل اتغطي لحيتك وياك، يو تطلعها فوگ اللحاف؟!

صفن الزاير مگدار شرب جگاره، وتالي جاوبني:

“ – والله يا خالي ما فاطن لروحي، اعذرني-”.

ثاني يوم اجاني زاير منصور من الصبح، لمضيف الشيوخ، عيونه مشنطات من السهر، وچان يلتفت علي ويگول:

“ – الله ينتقم منك يا خلف الدواح، خليت السالفه على بالي، وظليت البارحه طول الليل سهران، حاير بلحيتي، اغطيها وياي تبززني؟! اطلعها فوگ يكتلني البرد!!-”.

عاد يا أبو گاطع، ولا يهون الجماعة، حسبتي هم صارت مثل لحية زاير منصور:

چنت اروح للدكان انشد على تايد، يو شكر، يو معجون طماطه ايگلي: خلصت.. ماكو.. ارجع للبيت اگلهم ما لگيت. وفكري خالي.. اگول صارت فلوس هواي عد بعض الناس والحاجات ظلت مثل ما هيه، معلوم اتشح..

لكن گبل يومين، نشدت أبو الدكان على جگاير بغداد گال لي ماكو..

وچان يلتفت على واحد من الواجفين “اعرفه اشلون ذيل مال شيوخ اعوج.. هور المصندگ ما يشطفه!” ولنه يگول..

- بعد وبعد.. الجگاير تهون!!

حتى ماي ماكو ..

ولنه يا أبو گاطع يحچي برهاوه.. وبحس عالي.. آنه عاد، هذيچ الساعة انتبهت على الشغلة.. نمت ليلي:

اتغطى باليزار يكتلني الحر وسموم الرجعيين.. اكشف بدني يگرصنيي حرمس المتآمرين.. كسر بجمع صرت مثل زاير منصور الله يرحمه!!

 

أبو گاطع

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* من اعمدة ابو گاظع المنشورة في “طريق الشعب” عام 1974