اخر الاخبار

نشر الاستاذ محمد علي محي الدين مشكورا، في العدد ٩٧ من جريدة طريق الشعب الغراء، الصفحة الثامنة، مقالا يستذكر فيه الشهيد الخالد ستار مهدي المعروف (ستار مهدي الخواجة) ونظرا لوجود بعض المعلومات الخاطئة التي يستوجب تصحيحها، وهذه الأخطاء لا تقلل من أهمية المقال، ولكنها حقائق تعزز الموضوع. اضافة لمعلومات تخص الشهيد وتاريخه النضالي.

اولا: ان الشهيد من مواليد ١٩٣٣ وليس ١٩٣٥.

ثانيا: أجد ضروريا ان يعرف القارئ الكريم ان الشهيد من عائلة (الخواجة) الحلية الكريمة المعروفة ونظرا للظروف العائلية الصعبة التي تعرض لها الشهيد في طفولته ووفاة والده مهدي محمد رضا الخواجة وهو رضيع فقد تربى في كنف اخواله (عائلة المعروف) واكتسب لقبه (ستار المعروف) من اخواله وهم يتشرفون بهذا الانتساب.

 ثالثا: انتمى الشهيد للحزب الشيوعي العراقي أواخر الأربعينات من القرن الماضي. ولم يتعين معلما بعد ان تخرج من دار المعلمين في بغداد. وكان قد كسبه للحزب وهو طالب في دار المعلمين الابتدائية المناضل الرفيق موسى جعفر السماوي زميله في دار المعلمين (نقلا عن الرفيق موسى نفسه إلى الرفيق قحطان المعروف). اعتقل الشهيد بعد تخرجه وحوكم بتهمة الانتماء للحزب وحكم سنتين مع وقف التنفيذ لصغر سنه وأطلق سراحه بكفالة خاله وولي أمره الفقيد هادي المعروف. وتفرغ للعمل الحزبي السري واختفى في بيوت اخواله، في (عكد المفتي). ويذكر ابن عم والدته الرفيق قحطان المعروف (ابو جعفر)، ان الشهيد ستار هو من كسبه للحزب سنة ١٩٥٢ ورشحه لعضوية الحزب بتزكية منه و من الرفيق الراحل محمد علي الماشطة. وهما من درساه النظام الداخلي للحزب. وكان الشهيد في تلك الفترة يلتقي برفاقه الحزبيين في دار خاله حسن المعروف المقابلة لدار خاله فرهود المعروف (في عكد المفتي) والتي يسكن فيها لأغراض الصيانة. في تلك الفترة وبالضبط بداية سنة ١٩٥٥، اذكر اني رأيت الشهيد يوم زواج خاله هادي المعروف في دار اجرها بمحلة الطاق وهو جالس يكتب على أوراق السكائر البافره، ولم أع حينها انه كان مختفيا يمارس نشاطا حزبيا هناك، حيث كان عمري سبع سنوات.

رابعا: كلف الحزب الشهيد ستار سنة ١٩٥٦ بمسؤولية محلية الديوانية، وليس النجف كما ذكر في مقال الرفيق ابو زاهد، ولحين انفجار ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨. وقد ذكر لي الرفيق الدكتور فاضل الطائي (ابو نصير أمد الله بعمره، وقد أكد ذلك قبل ايام قليلة) انه نقل إلى بغداد بسيارته الشخصية في اليوم الأول للثورة الرفاق سلام عادل وستار المعروف حيث كان ضابط طبيب في مقر الفرقة الأولى في الديوانية وبعد أن تيقنوا من نجاح الثورة ووقف نشاطات قائد الفرقة عمر علي المعادية للثورة. وهنا اعتقد ان الشهيد ستار بقي في الحلة لتسلم مسؤولية التنظيم فيها ومن ثم مسؤولية مكتب اتحاد الشعب في الحلة، والذي كان يقع في محلة السنية.

خامسا: تزوج الشهيد من المناضلة الحلية الراحلة ساجده حميد طخه اواخر سنة ١٩٥٨، في الحلة، واذكر ان والدي اصطحبني معه من بغداد عند حضوره مراسم الزواج، وانجب منها بنتيهما ساهرة ووفاء، وقد أخطأ الرفيق ابو زاهد في هذه المعلومة، بدون قصد طبعا، حيث ذكر ان زوجته هي ساهرة، وقد توفيت الرفيقة ساجدة حميد طخه سنة ١٩٨٥ وهي مناضلة شيوعيه تستحق الذكر.

خامسا: ذكر حنا بطاطو في المجلد الثالث من كتابه الطبقات الاجتماعية في العراق وفي جزئه الخاص بالشيوعيين وفي جدول يضم اسماء أعضاء اللجنة المركزية سنة ١٩٦٢ اسم الشهيد ستار مهدي محمد رضا عضوا مرشحا للجنه المركزية وعضو اللجنة العسكرية للحزب وانه من بغداد ومن عائلة سنية وهذا خطأ (حيث اهتم حنا بطاطو في مؤلفه هذا بالانتماءات الطائفية للسياسيين الذين كان لهم دور في الساحة السياسية العراقية).

سادسا: أوردت الرفيق ثمينة ناجي يوسف والرفيق نزار خالد في كتابهما (سيرة مناضل) قصة اعتقال الرفيق سلام عادل في ٧ آذار ١٩٦٣، في البيت الحزبي المخصص للشهيد ستار المعروف، ومعه الرفيقات سميرة شاكر، وساجدة طخه زوجة ستار المعروف ووالدة الرفيق عزيز محمد وابن الشهيد علي (الذي لم يتعرف عليه المهاجمون للدار وتم انقاذه). وقد ارسلت رسالة تفصيلية بواسطة الحزب إلى المؤلفين عن الشهيد ستار ولقبه وقد قاما مشكورين بتصحيح ذلك في الطبعة الثانية للكتاب.

وقد نقلت لي مؤخرا ابنة الشهيد ستار، السيدة وفاء ان والدتها قد اخبرتها ان الشهيد ستار لم يكن موجودا معهم في البيت عند اعتقالهم، وانه اعتقل في مكان آخر.

كما أخبرتني الراحلة الرفيقة ساجدة طخه شخصيا سنة ١٩٦٨ ان الفاشيين اجبروها على مقابلة الشهيد في قصر النهاية سيء الصيت وكان في حالة بدنية ميؤوس منها من أثر التعذيب العنيف وقد أكد لها ان المطلوب منه (معلومات لو ذكرها لدمرت العالم وانه مستعد للموت دون ذلك)، وطلب منها ان تعتني ببنتيهما فأكدت له ذلك وان لا يفكر بهذا الأمر. علما ان الراحلة كانت معتقله حينها في سجن النساء مع عدد كبير من المعتقلات الشيوعيات.

وحسب كتاب طوارق الظلام أكدت الرفيقة ابتسام الرومي ان الشهيد ستار المعروف كان من ضمن ثلاثة عشر رفيقا تم المناداة عليهم في ليلة سوداء من ليالي قصر النهاية (اعتقد ان لم تخني الذاكرة في ١٩ آذار ١٩٦٣). واخذوا ولم يعودوا. حيث علم فيما بعد انهم قد اعدموا بإطلاق الرصاص عليهم في منطقة الحصوة قرب التاجي ودفنوا في قبر جماعي قد يكون هو الأول للشهداء الشيوعيين العراقيين، وقصة هذه الجريمة التي ارتكبها فاشيي البعث معروفه وقد سبق أن نشرت تفاصيلها جريدة طريق الشعب، ولم تعترف بها سلطات الانقلاب الفاشي.

المجد لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وكل شهداء الحركة الوطنية العراقية.

عرض مقالات: