اخر الاخبار

الانتفاضة فعل ثوري تذوب فيها الايديولوجيات وتتوحد بظلها، ففيها العمل يسبق القول، والفعل يسبق النظرية، انه حدث عفوي نتيجة لتردي الخدمات والوعود الكاذبة التي تطلقها احزاب السلطة.

وبعد الخطوة الاولى للانتفاضة بدأت القوى ذات المصلحة الحقيقة بالتغيير بتنظيم نفسها وتمت قراءة ردود الافعال بشكل أدى إلى وحدتهم وعدم ترك السخط الجماهيري يكون بمهب الريح. لن ندع مأساة الشعب السوري تتكرر ولا التجربة المصرية (السيسية)، ولن يتكرر مؤتمر لندن ولن نخوض حربا طائفية، وانما تحولت الانتفاضة إلى ثورة اجتماعية ومازالت هزاتها الارتدادية مستمرة.

وحدهم اصحاب الاجندات الخارجية الذين لا يؤمنون بإرادة الشعب سوف يعيقون ويشوهون هذه الثورة الاجتماعية، نحن نؤمن بالتطور التدريجي لانتفاضة الشعب بشبابه وشيبه وبكل قواه الوطنية والديمقراطية.

خلط الحابل بالنابل لُعبْة تتقنها احزاب السلطة ونظرية المؤامرة زادها وزوادتها، لذلك علينا وضع شروط الانتفاضة وفق ما تتطلبه مصلحة الشعب اولاً واخراً ولا ننجر خلف احزاب السلطة، المطلوب من الشباب الواعي العمل بحسهم الوطني وبذكائهم الميداني وهم قادرون على احباط لعبة خلط الاوراق.

علينا ان نحدد ونتفق على المشتركات والركائز السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن ثم نضع خارطة الطريق، واذا كان الدستور لا يستوعب حجم التغيير فليس بالضرورة التقيد به فالشعب هو مصدر السلطات وهو من يسن دستور يتلاءم مع آماله وتطلعاته فلا تتحججون بالدستور.

لاتهمنا خلافاتهم ولا تهمنا صراعاتهم ولا تهمنا حلولهم، البعض بنوايا (حسنة او سيئة) يحاول ترحيل الازمات العنقودية وكأنما الازمة الحالية هي ازمة بين الاحزاب الماسكة بالسلطة حصرا وليست ازمة بينهم وبين ارادة الشعب التواق للخلاص.

اذا كانت الدعوة للحوار هو فك الاشتباك ما بين التيار والاطار فنحن لسنا جزءا منه وانما نحن مع التغيير والاطاحة بنهج المحاصصة وبناء دولة المواطنة ومؤسساتها الرصينة وتحقيق العدالة الاجتماعية والسيادة الكاملة وبناء اقتصاد اجتماعي تضامني متين.

نعم قد يطول الانتظار وقد نتكبد المزيد من الضحايا، ولكنه الطريق الضامن لبناء دولة قوية يؤمن بها الشعب ولا يتهمها بالعمالة للأجنبي ولا يصفها بالشوفينية ولا بالطائفية.

بناء دولة المواطنة هدفنا وعزيمة الشباب قوتنا وارادة شعبنا لا تعلوه ارادة، نصنع دولتنا بأيدينا من ملحنا، من عجيننا الثوري، من تضحياتنا، من اصرارنا ببناء عراق مستقل ذو سيادة وكرامة وعدالة تليق بأبنائه.

عرض مقالات: