اخر الاخبار

منذ وعد بلفور عام 1917 وارض كنعان محور حروب لا تهدأ بين بريطانيا المنتدبة واليهود من جهة وعرب فلسطين من جهة أخرى ، توجت هذه الحروب بالثورة الفلسطينية للعام 1933--1939, وفي هذه الفترة قامت بريطانيا بتشكيل لجنة bell عام 1937ولجنة woodhod لدراسة القضية الفلسطينية ، وبعد قيام الأمم المتحدة ولغرض وضع حد للمشاكل بين العرب واليهود تم تشكيل لجنة unscop تألفت من عدة دول باستثناء دول دائمة العضوية في مجلس الامن ، لإيجاد حل مناسب ، فقامت اللجنة بدورها بعد دراسة الموضوع من كل جوانبه ، بوضع مشروعين ، الاول إقامة دولتين مستقلتين ، عربية ويهودية أما القدس فيتم وضعها تحت إدارة دولية ، الثاني ، إقامة دولة فدرالية عربية يهودية ، غير أن رأي اللجنة كان مع انشاء الدولتين المستقلتين عن بعضهما على أن يكون اقتصادهما موحدا ، وقد اعتمدت الجمعية العامة الحل الاول واصدرت قرارها المرقم 181 في 29 نوفمبر عام 1947، وهو قرار يلزم المملكة المتحدة كقوة انتدابية لفلسطين وسائر أعضاء الأمم المتحدة والقاضي بإنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى ثلاثة كيانات دولة عربية مساحتها 11الف كم مربع ، وهو ما يمثل3, 42% من الأراضي الفلسطينية ، ودولة بهودية مساحتها 15 الف كم مربع ، وتمثل 57,7% من أرض فلسطين ، وتم وضع القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة تحت الوصاية الدولية ، وقد كلف مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات الضرورية كما هي مبينة في الخطة من أجل تنفيذها ، وجاء في أحكامه العامة وفي الفصل المخصص للاماكن المقدسة ، فقد نص القرار على ضمان حرية المرور والوصول والزيارة بما ينسجم والحقوق القائمة لجميع المقيمين ، على أن لا تمس الحقوق المتعلقة بالاماكن المقدسة .

لقد حث الاتحاد السوفيتي السابق الفلسطينيين للقبول بقرار الأمم المتحدة وهو أكثر الحلول القريبة من مصالح العرب الفلسطينيين بعد إصرار الغرب والصهيونية على عدم الاعتراف بمثل هذه الحلول ، وان امتناع العرب عن قبوله إنما هو عمل يفتح الباب للتدويل ثانية أو يسمح لإسرائيل بأن تظل حدودها هلامية على حساب الأجزاء العربية ، غير أن إصرار الدول العربية على عدم الاعتراف بالقرار كان وراء الحروب العربية الإسرائيلية التي كانت من أسباب ضياع الحق العربي وخاصة خسارة حرب 5 حزيران عام 1967 التي سببت بان تكون الأراضي الفلسطينية كافة تحت الاحتلال الإسرائيلي، اضافة الى أراض عربية أخرى محتلة ، وقد كان الاتحاد السوفيتي السابق يقف دوما إلى جانب العرب بالتسليح والدبلوماسية ، وكان هذا موقف الأحزاب الشيوعية في العالم ايضا، وقد كان للحزب الشيوعي العراقي موقفه الواضح من الصهيونية ودولة إسرائيل ، وايضا مؤيدا لقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، وقد كان لسوء تقدير العرب لقوة الدعم الأمريكي والغربي والصهيوني لإسرائيل أن أصبحت إسرائيل هي المتحكم بالموقف الدولي .

أن ذكرى قيام دولة إسرائيل في الرابع عشر من أيار عام 1948 بعيد الانسحاب البريطاني هو يوم نكبة للعرب، وان تراجع العرب اليوم وإجراء عمليات التطبيع ومن قبل من كان متصديا لمواقف الاتحاد السوفيتي السابق ومنظومة الدول الاشتراكية وناقدا لها، ولمواقف الأحزاب الشيوعية العربية والعالمية المبدئية،

أن أولئك المنتقدين للحركات الشيوعية تحولوا الآن إلى مطبعين تطبيعا مجانيا مقابل إصرار كل تلك الأحزاب والأحزاب اليسارية على معارضة ذلك التطبيع المجاني الذي سيساعد إسرائيل على التفرد بالشعب الفلسطيني ويدفعها دوما للقضم المبرمج لأراضي الصفة الغربية لنهر الأردن.

وقد جاء في برنامج الحزب الشيوعي العراقي المقر في مؤتمره الوطني الحادي عشر وحصريا ما جاء بالفقرة (ج) من فصل العلاقات الدولية بان الحزب  سيظل يساند الجهود والمساعي العربية والإقليمية والدولية المشتركة على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة الهادفة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة ، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني لنيل كافة حقوقه الوطنية المشروعة بما فيها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة على أرض وطنه وعاصمتها القدس، ورفض كل اتفاقات التطبيع المذلة مع إسرائيل وتنكرها للقضية الفلسطينية العادلة ،

أن هذه الذكرى المؤلمة يجب أن تكون عبرة لكل العرب اللاهثين وراء

مشاريع غير القائمة على الأطماع الأجنبية في أراضي العراق وغيره من بلدان المنطقة.