تعاني مدارسنا قاطبة من ظاهرة الاكتظاظ الصفي، حيث يصل عدد الطلبة في الصف الواحد إلى اكثر من (60) طالباً، وفي بعض المدارس يصل إلى ضعف هذا العدد، حيث يساهم وجود هذا العدد في تقليل قدرة المعلمين على ممارسة أساليب التدريس المتقدمة مما قد يكون له أثر سلبي على التحصيل الدراسي للطلبة، حيث يسود اعتقاد لدى النظم التربوية السائدة في العالم أن الصفوف ذات الحجم الصغير او اعداد الطلبة القليلة توفر بيئة تعليمية أفضل بالنسبة للمعلمين وتزيد من فاعلية المعلم التي تتجسد في انتاج مستويات تحصيلية أفضل، وربما يقوم هذا الاعتقاد على الافتراض بأن الوقت الذي يصرفه المعلم مع كل طالب يكون أكثر توافراً لدى معلمي الصفوف الصغيرة وللإسهام في النشاطات الصفية المتنوعة، وأن الروح المعنوية للمعلمين تؤثر في مدى فعاليتهم واقبالهم على مهنة التعليم، ولغرض الوقوف على هذه الظاهرة كان لنا جولة للوقوف على هذه الظاهرة مع عدد من التربويين وأولياء أمور الطلبة.

*خلدون سعد كاظم (معلم) يذكر:

- إن الاكتظاظ الصفي يعوق استخدام المرافق التعليمية المختبر – الحاسوب – الحانوت المدرسي – المرافق الصحية، كما تؤثر سلباً في تنفيذ الأنشطة المدرسية في العملية التربوية المرافقة لبعض المناهج الدراسية وبالتالي التأثير السلبي على التحصيل الدراسي.

* سهير علي داود (معلمة) تقول:

- إن اكتظاظ الطلبة وصل عندي إلى 65 طالباً بغرفة صفية صغيرة، وهذا لا يعطي للطالب حق المشاركة في الحصة الصفية او الإجابة بسبب كثرة أعداد الطلبة، كما يربك المعلم داخل الحصة أو الدرس، وأن التعامل مع أعداد كبيرة صعب جداً بحيث لا استطيع التجول داخل الصف المكتظ بالطلبة، لذلك أطالب الوزارة والمديريات العامة للتربية بإيجاد الحلول الناجعة لهذه الظاهرة من أجل تمكين الطلبة من ممارسة حقهم كباقي الطلبة في مدارس أخرى وفي غرف نموذجية غير مكتظة من أجل افساح المجال للطالب بالمشاركة بالدرس وتلقي المعلومات بشكل صحيح أثناء الدرس.

* حيدر أنيس يوسف (مدير متقاعد):

- هناك آثار سلبية مستقبلية لهذا الاكتظاظ واستياء الاهالي من جلوس أبنائهم على الأرض في الغرف الباردة شتاءً والحارة صيفاً أو مشاركة أكثر من (4) طلاب بمقعد دراسي واحد إضافة إلى خوفهم من عدم حصول أبنائهم على المعلومات والاهتمام والمتابعة من قبل الهيئة التعليمية نتيجة هذا الزخم.

* آيات على حسن (معلمة) تضيف:

- نلاحظ التأثير الصحي على صحة الطلبة نتيجة الاكتظاظ حيث ان الجو العام للغرف الصفية المكتظة غير صحي للطالب او المعلم، كما أشار البعض من الأهالي إلى أن تجميع الطلبة في غرف ضيقة لا تصلح ان تكون غرفاً صفية يتلقى فيها الطلبة التعليم او التعلم، فلا بد من إيجاد الطرق المناسبة للسيطرة على الاعداد الكبيرة من الطلبة،  وهذا الاكتظاظ يعيق استعمال المرافق الصحية  ويحرم التلاميذ من الاستفادة من الوسائل التعليمية ، وان اكثرهم تضرراً هم تلاميذ الصفوف الأولى كونهم في مرحلة اكتساب المهارات الاساسية وتحديداً لمهارتي القراءة والكتابة، وبالتالي ضعفهم في مهارات أساسية تشكل البوابة للعبور إلى المرحلة الأعلى وتلقي العلم والمعرفة والمهارة في بقية المواد الدراسية، لذلك أرى ضرورة الحاجة الماسة إلى معالجة هذه الظاهرة في التوسع في بناء المدارس واضافة غرف صفية ومنح القطاع الخاص (الأهلية) تسهيلات بضوابط صارمة ومحاسبتهم بشدة وعدم ترك الأمور على عواهنها في المدارس الأهلية.

عرض مقالات: