التربية والتعليم عنصران جدليان أحدهما يُكمل الآخر. إنّ فترة التربية الممتدة بين يناعة الطفل وفهمه للأشياء تُعزى الى الوقوف على فكره الخاص وممارسة الحياة عاكسا الفترة التربوية الأم وهي عائلته وهما الوالدان بالتحديد أو احدى المؤسسات التربوية. ان تربية الطفل هي تعليمه الصواب وتجنب الخطأ ودفعه باتجاه الحياة النبيلة. وفي مجتمعنا الشرقي لا يتجاوز المعني اكثر من تعليمه المفردات والعادات المستنبطة من الأديان، ولكن يحتاج الطفل الى أكثر من ذلك كي يشق حياته ويبني مستقبله في الحياة. وهناك عوائل تجعل من التربية هدفا ودافعا لخدمة البشرية حيث يكون الفرد فعالا وتجعل من اليانع ان يظهر ابداعه ومؤهلاته مما يدل على تربية مميزة. ولنأخذ مثالا من الواقع والتأريخ حول ظهور شخصية قائد الثورة البلشفية حيث أصبح معلما وموجها لكادحي العالم، لما حظي به من رعاية داخل اسرته حيث ولد في مدينة مينسك على ضفاف نهر الفولغا الرحبة الواسعة، وكان جده من أهالي روسيا الأصليين وأبوه معلما في المدارس الشعبية، وكان طليعيا في زمانه في تعليم الشعب وانشاء للمدارس في القرى ومساعدة المعلمين، ووالدته ماريا حصلت على التعليم المنزلي، وابوها كان طبيبا ويجيد عدة لغات وتحب الموسيقى، وهي امرأة ذكية وهادئة حيث تاثر الشاب لينين بالعائلة والتربية الصحيحة والادب الروسي الطليعي وواقع الحياة المحيطة.

وعودة الى مفهوم التربية، نستنتج بأن مفردات الحياة الصحيحة تبدأ من العائلة السوية حيث تنشأ الأفكار السديدة والضمير الحي الواعي، وهنا يقوم اليانع بالبحث في خطوط المعادلة في تعاملاته مع افراد مجتمعه؛ اذ تظهر الحياة الحرة الكريمة والتقدم والازدهار حيث تربى على أسس صحيحة، لذلك حوّل لينين مسار تربيته الى نضال من اجل تفعيل التربية الجماهيرية الشعبية لبث الفكر الاشتراكي الإنساني، كونه تربى على المثل الإنسانية النبيلة. وهنا نكتشف ان تربية اليانع في بيئة صالحة تؤدي الى خلق قادة يقودون الإنسانية الى الخير والصلاح.

نقول: ان على مؤسساتنا التربوية ان تهتم باليانعين وتغذيهم على المبادئ الإنسانية لقيادة المجتمع الى بر الأمان.

عرض مقالات: