اخر الاخبار

كما جاء في ديباجة ميثاقها، إن الغرض من إنشاء الامم المتحدة هو منع نشوب النزاعات الدولية وحلها بالوسائل السلمية والمساعدة في إرساء ثقافة السلام، وأن السلام والديمقراطية تجمعهما روابط عضوية، وقد تبنى الاتحاد السوفيتي السابق قضية السلام بعد الحرب العالمية الثانية جراء امتلاك الولايات المتحدة للأسلحة النووية واستعمالها ضد شعب اليابان في هيروشيما ونكازاكي، قبيل انتهاء تلك الحرب الكونية،  وقد امتلك السوفييت السلاح النووي ردا على تهديدات الولايات المتحدة للسلم العالمي، على وفق قاعدة الذرة من أجل السلام، وقد أسس الحزب الشيوعي السوفيتي قبل الأمم المتحدة بعقود مجلس للسلم العالمي من أجل الترويج للسلام و بأهميته في العلاقات الدولية، وقد انضمت إلى المجلس الكثير من المنظمات الدولية ذات العلاقة، وفي العام 1981تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يعترف بأهمية السلام، وفي عام 2001 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع على القرار رقم 8282/55 الذي تم فيه تعيين يوم 21 أيلول من كل عام يوما للامتناع عن العنف والعمل على وقف إطلاق النار وبهذه المناسبة دعت الأمم المتحدة كافة الأمم والشعوب إلى الالتزام بوقف الأعمال العدائية فيه، ليكون بمثابة يوم للسلم العالمي.

إن السلام صار أمل وشعار شعوب ومنظمات الدول الأوربية بعدما لحق بها من دمار جراء الحرب العالمية الثانية، وقد تبنت بالمقابل الأحزاب الشيوعية في كافة بلدان العالم مسألة السلام وجعلت منها قضية مركزية في برامجها السياسية، وعملت على تعميمها في كافة أنحاء العالم من خلال تواجد هذه الأحزاب في كل الدول ذات العضوية في الأمم المتحدة، غير أن هذا السلام غاب عن أجندات الدول الرأسمالية بعد أن صارت دول إمبريالية بفعل تنامي الرأسمال المالي وبفعل تفجر الإنتاج الصناعي وزيادته عن حاجة السوق الداخلية، وفي المقدمة الولايات المتحدة، فقد شنت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في عام 1956 أول حرب مهددة للسلام بعد الحرب العالمية الثانية على مصر فيما سمي بالعدوان الثلاثي وشنت الولايات المتحدة حربها العدوانية عام 1965 على الشعب الفيتنامي خلافا للفقرة الثانية من البند الرابع لميثاق الأمم المتحدة القاضية بعدم استعمال القوة أو التهديد بها في حل النزاعات الدولية ، وقامت بأعمال عدوانية كثيرة منها غزو خليج الخنازير عام 1960 تمهيدا لاحتلال كوبا الاشتراكية، وفي العام 2001 غزت افغانستان، وفي العام 2003 قامت بغزو العراق دون تخويل دولي وخلافا لميثاق الأمم المتحدة.

إن مسألة السلام وأهميته في العلاقات الدولية هي مطلب دولي تعاملت بموجبه الحركة الشيوعية العالمية قبل غيرها بموجب برامج أحزابها السياسية ومنذ عقود ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي آمن بالسلام العادل وثقف أنصاره ومؤيديه بضرورة الدعوى المستمرة إليه ولأهميته في بناء الامم والحفاظ على سيادتها، وقد جاء بالفقرة 20 من برنامجه السياسي الذي سيتقدم به إلى مؤتمره الوطني الحادي عشر المزمع عقده قبل نهاية العام الحالي (حيث جاء فيها):

 “يناضل الحزب الشيوعي العراقي من أجل سلم وطيد في العالم عبر إقامة نظام للأمن العالمي الشامل ونظام للأمن الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط يجعلها منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل بما يضمن درء خطر الحروب وتصفية الاسلحة النووية والكيمياوية والجرثومية ونزع السلاح”.

لقد بات السلام مطلبا أمميا بعد أن شهد العالم مطلع القرن الحالي ما قامت به الولايات المتحدة من حروب مدمرة في افغانستان والعراق، وصار لزاما على الأمم المتحدة أن تغير نظامها الداخلي بما يضمن المساواة بين الدول الأعضاء خاصة في مجلس الامن، لأن الحروب لم تعد بعد التقدم التكنولوجي الهائل حروبا محدودة ونتائجها فعلا تهدد السلم الدولي، ولنتذكر دوما أنشودة، نحن أنصار السلام نحن أعداء الحروب...