اخر الاخبار

لقد مرت المسيرة التربوية والتعليمية في العراق بعدة مراحل حسب تغيير نظام الحكم وأيدولوجيته. في مجتمع يخيم عليه التخلف والجهل والبؤس والحرمان. واصلت فيها مسيرتها حتى ارتقت القمة ثم بدأت بالتدحرج في ظل أنظمة دكتاتورية متخلفة حتى هوت في مستنقع افكار التخلف الجهل.

ولابد لنا ان نسلط الاضواء على تلك المسيرة بما حفلت به من انجازات وما بذله أولئك الرواد من تضحيات وعطاء واضاءوا الاهوار والارياف بحروف العلم والمعرفة وافكار التحرر من العبودية والجهل والتخلف.

  ١- مرحلة تأسيس الدولة العراقية١٩٢١.

 لقد كان المجتمع العراقي آنذاك مجتمعا زراعيا يخيم عليه التخلف والجهل والبؤس والحرمان.

فبعد فتح المدرسة الجعفرية فتحت دار المعلمين ١٩٢٣ لرفد المدارس بالمعلمين، وفي ١٩٢٧فتحت كلية الطب التي وضع اسسها وحصانتها ومنهجها الدكتور اندرسن المبعوث البريطاني طبيب العائلة المالكة.

واعقبها فتح العديد من المدارس من كافة المراحل التعلمية والمهنية ودور المعلمين والدورات التربوية في جميع انحاء العراق من المدن الى الاهوار وقد وجد اولئك الرسل حسن الضيافة والتكريم من قبل السكان وشيوخ العشائر، كما حولت السلطات تلك المدارس الى منفى للمعارضين السياسيين ومنهم على سبيل المثال شاعر العرب الاكبر الجواهري.   استطاع أولئك الرواد الاوائل بما يتمتعون به من وعي وطني تحرري وتضحية واخلاص ان يوقدوا فوانيس العلم والمعرفة والوعي التحرري بين الفلاحين الكادحين. استمرت الحكومة بتوسيع وفتح المدارس المعاهد والكليات وارسال البعثات الدراسية للخارج واغلبهم من ابناء العوائل الميسورة، ليعودوا الى الوطن وكلهم حماس وطموح لبناء وطنهم وازدهاره.

٢- مرحلة العهد الجمهوري

دأبت حكومة ثورة ١٤تموز١٩٥٨ الخالدة بالاهتمام بترسيخ الوعي الوطني والاستمرار بفتح مزيد من المدارس ومن جميع مراحل ودعم العملية بمجانية التعليم وبكافة احتياجاتها، وتأسيس جامعة بغداد برئاسة العلامة عبد الجبار عبد الله. كما ارسلت الكثير من البعثات الدراسية للدول الاوربية الشرقية (والاتحاد السوفيتي آنذاك) ليطلعوا على علم وفلسفة الفكر الاشتراكي. وفي هذه الفترة والعمرانية ازدهر العراق في جميع الميادين الدراسية والاقتصادية، واستعادت بغداد مجدها باستقبال كثير من طالبي مختلف العلوم ومن كافة دول العالم الثالث واحتلت والكليات العراقية المكانة المرموقة بين كليات العالم المتقدم. كما تخرج من تلك المدارس النائية الكثير من العلماء والادباء والمثقفين ومنهم صاحب القلم الثوري المنير المناضل الراحل شمران الياسري (ابو كاطع) والمناضلة زكية خليفة. وغيرهم

٣- مرحلة انقلاب شباط١٩٦٣ 

وعلى إثر انقلاب شباط١٩٦٣ الدموي فقد انتكست العملية التربوية والتعليمية نتيجة لحمامات الدم التي قام بها عصابات الحرس القومي ضد الشعب العراقي ومنهم الاسر التعلمية واساتذة كليات من اعتقال مطاردة واعتقال مما اضطر الكثير بمغادرة العراق.

 4-بعدانقلاب ١٧ تموز ١٩٦٨ 

شهد العراق تطورات تغييرات تقدمية في جميع الميادين   الحياتية الهدف منها تحسين صورته الشباطية وزاد من ونتيجة للخطة الانفجارية فشهدت العملية التربوية والتعليمية فانتشرت المدارس والجامعات بكافة مراحلها واختصاصاتها وزادت مكانة العراق عالميا، ولكن ذلك الازدهار لم يدم طويلا.

حيث بدأت بالتراجع وذلك:

١- نتيجة لسياسة تبعيث والتعليم وانهيار الجبهة الوطنية واستخدام سياسة الترغيب والترهيب والاعتقال ضد القوى اليسارية من كوادر وقواعد وجماهير الحزب الشيوعي وديمقراطيين ومستقلين مما اضطر الكثير منهم بمغادرة الوطن.

٢- نتيجة للحروب وعسكرة المجتمع والحصار فازدادت العملية التربوية والتعليمية تدهورا، وضعف المستوى الاجتماعي والاقتصادي والمهني لتلك الفئات مما اضطرهم للممارسة المهن الحرة.

٣- تحول كثير من مكاتب الطباعة والاستنساخ الى دكاكين لبيع الكتب والملازم وحتى الرسائل الجامعية .٤-منح النظام الدكتاتوري ٥ درجات اضافية لأبناء الشهداء واصدقاء الحاكم ليحتلوا كرسي الطالب المتفوق .٥- منح شهادات دراسية لكثير من الحزبين للتدريس في الكليات للتي لم تستوفي الشروط اللازمة.

 5-مرحلة ما بعد سقوط النظام ٢٠٠٣.

فبعد سقوط النظام وتأسيس نظام المحاصصة والفساد فقد تراجعت الجامعات العراقية الى أدنى مستوياتها حسب مقياس Qsالبريطاني وذلك ١- كثرة الشهادات العليا المزورة    لغرض احتلال منصب حكومي او تدريسي

٢- شراء تخرج من دول الجوار. الجوار .٣- فتح كثير من المدارس والكليات الاهلية من قبل الاحزاب الحاكمة.

٤/ضعف المناهج العلمية ونشر ثقافة الجهل والتخلف ٥/ قلة الابنية المدرسية وازدحام المدارس حيث البناية الواحدة تضم ٣ مدارس. ولتدهور الوضع الاقتصادي للعائلة وفقدان المعيل لها وانتشار البطالة ادى الى تسرب الكثير من الدراسة

وعليه اخيرا وضع دراسة علمية واستراتيجية وفق منهج اليونسكو للنهوض بالعملية التربوية   وللوصول بها الى ما وصلت اليه.

عرض مقالات: