يعتبر الإعلام الواجهة الحضارية الثقافية والسياسية، وتبادل الثقافات بين جميع شعوب دول العالم.
فالثقافة سلوك حضاري جوهرها الإيمان بقدسية الحرية والدفاع عن المظلومين وحقهم بالعيش الكريم، فهناك الكثير من المثقفين العرب جسدوا حالة نضالية فارقة ووصلوا إلى الغاية المرجوة ، وهناك من حاول خلال ثورات الربيع العربي الانتفاض على الحرمان والقضاء على الظلم والسعي والتميز للعيش بحرية، ولكن للأسف اخترقت الانتفاضة وكثر المتآمرون عليها داخليا وخارجيا حتى اوصلوها إلى مرحلة التشويه و الاتهام بالعمالة ٠٠ لكن هذا لا يمنع المناضلين من تحقيق أهداف ومكتسبات الثورة ٠٠ فدور المثقف نشر الوعي الوطني والثقافي والاجتماعي، والتصدي للأنظمة الدكتاتورية، والوصول إلى مبتغاه رغم المواجه والاساليب القمعية والتسقيط والتشويه، من قبل الإعلام الماجور للحكومات المتعاقبة ، فالحرية الفكرية تتطلب تضحية ونضالا مستمرا إلى أن يصل المثقف إلى الهدف الذي يطمح له.
فالمآسي التي تحصل في فلسطين والحصار المضني والعدوان الوحشي الذي يطال المقدسات والتطهير العرقي الممنهج بحق الشعب الفلسطيني، هي قضية كل العرب الأحرار والشرفاء الذين يحافظون على كرامة الشعوب العربية، ولكن مع الأسف لا يزال الموقف العربي خجولا بعيدا عن التماسك والقرار الموحد بإدانة العدو الصهيوني الذي يرتكب ابشع المجازر الوحشية بحق شعب أعزل، ولغاية الساعة لم يصدر أي بيان واضح وشجاع يدين إجرام العدو، من جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، لإدانة اسرائيل بالقيام بجرائم حرب ضد الإنسانية ووضعها على لائحة الارهاب ومحاكمتها دوليا ...اذا بقي الحال على هذا المنوال، فالمنطقة متجهة للانفجار.
هنا يأتي دور الإعلام في التوجيه والتوعية وإظهار الحقائق لأنه يعتبر السلطة الرابعة، لكن للأسف نجد العديد من الإعلاميين قد سطروا أروع الملاحم بدمائهم حد الاستشهاد من أجل الوصول إلى الحقيقة وإيصال المعلومة كما هي.
في هذه المرحلة المصيرية، قدم الإعلام الحر المكتوب والمسموع والمرئي العشرات من الشهداء والجرحى والأسرى البارزين في الإعلام في الأحداث التي تشهدها المنطقة من قبل العدو الغاشم، لذلك نطالب المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، حماية الصحفيين والإعلاميين في البلدان العربية وخاصة بعد المحاولات الاجرامية التي يتبعها العدو الصهيوني في غزه من خلال الاغتيالات والترهيب كل ذلك لمنعهم من إيصال المعلومة وقتل الكلمة الحرة والحقائق التي تفضح إجرامهم وعنجهيتهم.