افتتحت أول أمس الثلاثاء قمة مجموعة بريكس في جوهانسبرغ في جنوب افريقيا. وتستمر أعمال القمة لغاية اليوم، واهتمت بمناقشة السبل الممكنة لتعزيز التعددية القطبية، وإنهاء الهيمنة الغربية التي لا تزال سائدة في العالم.

 وستشهد القمة في يومها الأخير إقرار عدد من طلبات الانضمام إلى المجموعة المقدمة من 23 دولة.

وأعلنت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، عصر أمس الأربعاء، أن “دول بريكس اتفقت على توسيع المجموعة، التي تضم حاليا خمس دول فقط” مشيرة إلى أن المجموعة تبنت وثيقة تحدد الخطوط التوجيهية والمبادئ لتوسيع المجموعة”.

وأضافت: “سيتم تقديم المزيد من التفاصيل حول توسيع عضوية المجموعة من قبل قادة البريكس قبل اختتام القمة”

جلسة الافتتاح

 وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في جلسة الافتتاح إن دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) معا “تحدث تغييرات مهمة في الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية”. ولذلك يتوقع أنيل سوكلال، سفير جنوب افريقيا لدى مجموعة بريكس، “مقاومة من الدول التي تتمتع بمواقع مميزة”.

وتنتاب الولايات المتحدة وحلفاءها مخاوف خسارة الهيمنة على العالم، أو على الأقل إضعافها، بعد ان حافظوا عليها بواسطة الحروب والعقوبات الجائرة.

ويملك الأعضاء المؤسسون الخمسة لمجموعة بريكس أكثر من 42 في المائة من سكان العالم. ووفقا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) نشر في نيسان الفائت، ارتفعت حصة بلدان المجموعة في الناتج الاقتصادي العالمي، في سنوات 2010 -2021، من 18 إلى 26 بالمائة. بالإضافة إلى أن المجموعة تضم الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، والتي من المتوقع أن تصبح القوة الاقتصادية الأكبر في العقود القليلة المقبلة، حيث تشكل سوقا ضخما خاصة للمواد الخام.

أكبر حصة في الاقتصاد العالمي

ووفقا لصندوق النقد الدولي، تمتلك دول بريكس الآن حصة أكبر في الاقتصاد العالمي مقارنة بدول مجموعة السبع، وفق معيار أولوية القوة الشرائية. ومع احتمال انضمام بلدان غنية بالموارد مثل الأرجنتين وبوليفيا (الليثيوم)، وكذلك المملكة العربية السعودية وفنزويلا (النفط)، فإن الحصة سوف تزيد بشكل أكبر. وتشمل الدول التي تقدمت بالفعل بطلبات للحصول على العضوية الأرجنتين وفنزويلا وبوليفيا وإيران والجزائر وتونس وتركيا والمملكة العربية السعودية ومصر وإندونيسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، أعربت 40 دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة باسم “بريكس +” كأعضاء مؤازرين ن يتمتعون بحقوق وفرص أقل للمشاركة.

وقبيل افتتاح القمة، أكد المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب أفريقيا، نيلسون كجويتي، لوكالة تاس أن أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة وافقوا على حضور القمة، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. بالإضافة إلى رئيس الدولة المضيفة سيريل رامافوسا، حضر الافتتاح الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا. وتواصل نظيره الروسي فلاديمير بوتين مع القمة عبر الفيديو ومثله في أعمال القمة وزير الخارجية سيرجي لافروف. وقال لافروف قبل الافتتاح إن خطط دول بريكس، والتي تتضمن أيضًا مقترحات لهيكل مالي جديد متعدد الأطراف، طموحة وعالمية. لكنه حذر في الوقت نفسه من سوء فهم أهداف القمة. وأكد أن التحالف لا ينوي أن يصبح “هيمنة جماعية جديدة”، بل يسعى إلى تقديم “حلول تكاملية تقوم على نهج جماعي”، مؤكدا أن هدف الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام، والذي عقد تحت شعار “بريكس وأفريقيا”: الشراكة والنمو المتسارع المتبادل والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة.

لم تتدخل بالحرب

وفيما يتعلق بالحرب الدائرة على أرض أوكرانيا، نأت دول بريكس بنفسها منذ البداية عن الاصطفاف أو التدخل المباشر في الحرب، حيث لا تشارك الهند أو البرازيل أو جنوب أفريقيا أو الصين في عقوبات على موسكو، وأصبح هذا واضحًا بشكل متزايد مع المستويات شبه التاريخية للتجارة بين الهند وروسيا، أو في اعتماد البرازيل على الأسمدة الروسية.

وشهدت دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا -باعتبارها من الاقتصادات الناشئة الرائدة في أوائل القرن الـ 21- مسارات نمو مختلفة للغاية، إلا أنها امتلكت أهمية في الاقتصاد العالمي في وقت يسود فيه قدر كبير من الأسئلة المفتوحة بشأن آفاق الهيمنة الجديدة، ارتباطا بعودة نسخة جديدة من الحرب الباردة.