اخر الاخبار

انهار الائتلاف الحاكم في هولندا بقيادة رئيس الوزراء مارك روته بسبب خلافات بين مكوناته بشأن التعامل مع ملف الهجرة، بعد يومين من النقاشات. وقدم بسبب ذلك استقالة حكومته بالكامل.

وفي ذات الشأن، اصطفت عشرات النساء المهاجرات، والأطفال الصغار المعوزين، في أحد أفقر أحياء أثينا، بسبب خفض البرامج اليونانية لمساعدة اللاجئين، للحصول على تبرعات غذائية.

الحكومة الهولندية تستقيل

وقدّم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، مساء الجمعة، استقالة حكومته بعد انهيار الائتلاف الحاكم منذ عام ونصف العام جراء خلافات بين أركانه على الإجراءات اللازمة للحد من الهجرة.

وشدد روته في مؤتمر صحفي عقب تقديم استقالته على امتلاكه الطاقة اللازمة للترشح لولاية خامسة تواليا على رأس الحكومة، لكنه شدد على ضرورة التأمل مليا قبل الإقدام على هذه الخطوة.

ولم تبلغ المباحثات التي جرت، منذ الاربعاء الماضي، بين الشركاء الاربعة غايتها المنشودة في ظل تباينات غير قابلة للحل.

وبين روته في المؤتمر الصحفي: “هذا المساء توصلنا للأسف إلى خلاصة بأنه لا يمكن تجاوز هذه الخلافات. لهذا السبب، سأقدم قريبا استقالة مكتوبة إلى الملك باسم الحكومة مجتمعة”.

وأراد زعيم “حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية” اليميني الليبرالي، فرض قيود على لم شمل عائلات طالبي اللجوء، في أعقاب فضيحة العام الماضي بشأن اكتظاظ مراكز الهجرة في هولندا.

وطالب روته بتحديد سقف لأقارب المهاجرين من دول النزاع الذين يمكن لهولندا استقبالهم عند 200 شخص شهريا، وهدد بتطيير الحكومة في حال رفض ذلك، وفق الإعلام المحلي.

لكن الحزب الديمقراطي المسيحي المنضوي في الائتلاف، عارض خطته بشدة.

احتجاجات قرب مكان الاجتماع

وتجمع العديد من الهولنديين خارج مكان انعقاد اجتماعات الائتلاف في الوسط التاريخي لأمستردام.

وقال ماريين فيليبو (19 عاما) العامل في مجال تكنولوجيا المعلومات: “أنا قلق مما ستكون عليه الحكومة المقبلة”.

من جهته، أعرب بيتر بالكينيندي (32 عاما) عن أمله في أن تقدم الحكومة المقبلة “أداء أفضل من الحالية، خصوصا في مجال طلبات اللجوء”.

ويتوقع أن يدعو روته، إلى انتخابات مبكرة يأمل من خلالها الحصول على تأييد لتشكيل خامس حكومة ائتلافية، إلا أنه قد يواجه منافسة داخلية على خلفية تزايد ضيق صدر الناخبين حيال طول المدة التي أمضاها في الحكم.

المهاجرون يعانون من الجوع

في أحد أفقر أحياء أثينا اصطفت عشرات النساء المهاجرات والأطفال الصغار المعوزين بسبب خفض البرامج اليونانية لمساعدة اللاجئين، للحصول على تبرعات غذائية.

ويقول تقرير لـ”وكالة فرانس برس”، ان” النيجرية دنيز يوبو (33 عاما) اختارت ما يكفي من الأرز والعدس والطحين والبسكويت لملء خزائن مطبخها للشهر القادم”.

وبحسب يوبو فأن راتبها تبخر، هذا العام لارتفاع كلفة المعيشة في اليونان. وتكسب يوبو من عملها منظفة بدوام جزئي أقل من 500 يورو (550 دولار) شهريا، بالكاد تكفي لتسديد إيجارها البالغ 350 دولارا.

وقالت للوكالة “في كثير من الأحيان في منتصف الشهر، لا يبقى معي المال الكافي لإطعام ولداي”.

والمساعدة المالية البالغة بضع مئات اليوروهات شهريا، تتوقف ما إن يحصل طالب اللجوء على وضع لاجئ.

وكانت فهيمة الأفغانية العشرينية من بين الذين أصبحوا في الشارع بسبب ذلك الإجراء. ووجدت نفسها خارج القانون وغير قادرة على الاستفادة من أي مساعدة حكومية.

وقالت: “أنا في وضع شاق إذ لا أحصل على مساعدة حكومية ولا يمكنني إيجاد عمل”.

وتقول المشرفة على برنامج “طعام للجميع” ماتينا ستماتيادو، إن المستفيدين لاجئون وطالبو لجوء رُفضت طلباتهم، ومهاجرون بدون أوراق ثبوتية وآخرون قد يكون لديهم عمل أو يحصلون على “بدلات فقر”.

وتعطى الأولوية لمقدمي طلبات يعانون من ضائقة شديدة مثل أمهات عازبات أو أشخاص لديهم مشكلات صحية خطيرة.

وقالت ستماتيادو إن “اليونان لا تزال تعتبر نفسها بلد عبور. لكن العديد من اللاجئين يعيشون هنا منذ عدة سنوات ويريدون الاندماج”.

“غير أن الحكومة فشلت في تطبيق سياسات فاعلة لهذا الغرض”، وفق ستماتيادو.

انقاذ 46 شخصا

وفي موضوع الهجرة ايضاً، أنقذت سفينة الإغاثة “أوشن فايكينغ”، الثلاثاء الماضي، 46 شخصًا قبالة سواحل ليبيا بعدما تداعى مركب مصنوع من الألياف الزجاجية كان يقلّهم خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وفق ما أعلنت المنظمة المشغّلة للسفينة.

وذكرت الجمعية الأوروبية للإنقاذ البحري ومقرها مرسيليا (فرنسا)، أن من بين من تمّ انقاذهم أربع نساء وطفلة في الرابعة من العمر كانت برفقة والدها، إضافة إلى حوالي عشر قصّر من دون مرافقين.

وأوضحت أن من تمّ إنقاذهم غالبيتهم من السودان وإريتريا وإثيوبيا، مشيرة الى أنهم “يخضعون للعناية حاليًا”.

وبحسب تقديرات المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فُقد أثر 1728 مهاجرًا خلال محاولتهم عبور المتوسّط إلى أوروبا منذ مطلع العام، وهي حصيلة أكبر مقارنة بـ1417 العام الماضي.