اخر الاخبار

تجددت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة، امس الأربعاء، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين الطرفين بوساطة أميركية سعودية في مدينة جدة، في وقت قدرت الأمم المتحدة حاجة البلاد من المساعدات في المجال الإنساني الى اكثر من ثلاثة مليارات دولار.

الخرطوم تحت مرمى النيران

وقال شهود عيان، إن الاشتباكات تجددت صباح الأربعاء في مدينتي بحري (شمالي الخرطوم) وأم درمان (غربيها) بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع استمرار تحليق الطيران الحربي لقصف تجمعات الدعم السريع.

ودخلت اشتباكات السودان شهرها الثاني في ظل معاناة إنسانية يفاقمها نقص الوقود والخبز والكهرباء وشح المياه، واستمرار حالة النزوح من مناطق القتال.

وأمس الأول الثلاثاء، أعلنت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) ارتفاع عدد القتلى إلى 822 مدنيا منذ بدء الاشتباكات يوم 15 نيسان الماضي.

الحاجة الى 3 مليارات دولار

من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة امس الأربعاء أنها تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار حجم المساعدات التي يحتاج إليها السودان في المجال الإنساني وللفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة والذين يتوقع بأن يتجاوز عددهم المليون هذا العام.

وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راجاسينغهام للصحافيين “يحتاج اليوم 25 مليون شخص أي أكثر من نصف سكان السودان إلى مساعدات إنسانية وللحماية”.

وعمّق القتال الأزمة الإنسانية في السودان حيث كان شخص من كل ثلاثة يعتمد على المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع الحرب.

وأفادت الأمم المتحدة بأنها تتوقع أن تحتاج إلى 2,6 مليار دولار لتقديم مساعدات داخل الأراضي السودانية مقابل 1,75 مليار دولار وفق تقديرات كانون الأول.

وستسمح هذه الأموال لهيئات الإغاثة بالوصول إلى 18 مليون شخص يعدّون الأكثر عرضة للخطر داخل البلاد، بحسب راجاسينغهام.

وأشارت الوكالة الأممية في الوقت ذاته إلى حاجتها إلى مبلغ 470,4 مليون دولار إضافية لمساعدة الأشخاص الذين فروا من البلاد، مضيفة بأنها تستعد حاليا لتأمين احتياجات ما يصل إلى 1,1 مليون شخص يتوقع أن فروا من السودان خلال العام الجاري وحده.

قبل أسبوعين فقط، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها ستحتاج إلى 445 مليون دولار حتى تشرين الأول لسد احتياجات ما يصل إلى 860 ألف شخص قد يفرّون من البلاد.

تدفق هائل للاجئين

وقال مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات رؤوف مازو للصحافيين “حتى الآن، أدت الأزمة التي بدأت قبل شهر فحسب إلى تدفق هائل إلى بلدان مجاورة لحوالى 220 ألف لاجئ وعائد يبحثون عن السلامة في تشاد وجنوب السودان ومصر وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا”.

إضافة إلى ذلك، نزح أكثر من 700 ألف شخص داخل السودان نتيجة القتال.

وقال مازو “ما زال عدد لا حصى من الأشخاص عالقين ويشعرون بالذعر داخل السودان، هم ضحايا أبرياء لهذا القتال العشوائي”.

في الوقت ذاته، “أصيب بالاحباط أولئك الذين هربوا عبر حدود البلاد العديدة إذ تركوا في كثير من الأحيان أو خسروا أحباء ووجدوا أنفسهم في أماكن يعد الوصول إليها صعبا للغاية وحيث الموارد ضئيلة جدا”.