اخر الاخبار

تدور منذ صباح امس السبت اشتباكات عنيفة في الخرطوم بين الجيش السوداني الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو، في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلح.

في الوقت الذي ندد فيه الحزب الشيوعي السوداني بالصدام المسلح بين الأطراف المتقاتلة، حذر من تعريض السودانيين للخطر بسبب رعونة مطامع القوى المعادية للثورة.

مطامع القوى المعادية

وذكر الحزب في بيان ان “الصدام العسكري المسلح المكثف العنيف المتبادل بين جنرالات اللجنة الامنية والقوات التابعة لهم يضع جماهير شعبنا تحت خطورة ورعونة مطامع القوى المعادية للثورة وللمزيد من سفك الدماء”، مرجعا هذا الصدام الى “انحراف القوى العسكرية والمدنية التي تصدت لقيادة البلاد وحكمها منذ بداية الثورة ٢٠١٩”.

واكد الحزب ان الجماهير الشعبية الصامدة التي ظلت تناضل من اجل استمرار الثورة والوصول الى السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة هي ضحية استمرار العنف والعنف المضاد، مشيرا الى ان طريق العودة الي الحياة الطبيعية يبدا بالايقاف الفوري الشامل لتبادل اطلاق النار وخروج الجيوش والمليشيات من المدن والقرى والابتعاد عن تجمعات المواطنين في القرى والأرياف.

واعتبر الحزب ما يجري الان هو استمرار للصراع حول السلطة وثروات البلاد بتشجيع من بعض القوى الاجنبية، وتنفذه الجيوب المسلحة لهذه القوى الخارجية، مبينا ان البدايات الدموية واستمرارها هو ما كان يحذر منه الحزب وأدى ويؤدي الى ارباك وترويع المواطنين.

ودعا الحزب الى ضرورة الاسراع في حل جميع الميليشيات وجمع السلاح المنتشر في المدن والأرياف وإعادة تكوين الجيش الوطني القومي المهني الموحد، مؤكدا على ضرورة رص الصفوف من اجل وقف إطلاق النار الفوري وخروج الجيوش والمليشيات من المدن وانقاذ البلاد من صراعات الجنرالات الدموية.

وشدد الحزب على ان مطلب الساعة الحالية هو وحدة الشعب السوداني وكل القوي الوطنية وقوي التغيير الجذري ولجان المقاومة حول أهداف الثورة وإعادة السلام والأمن والاستقرار، وهو الارضية الوحيدة للخروج من الازمة الحالية لاسترداد الثورة وتأسيس سلطة الشعب.

السيطرة الكاملة

وأعلنت قوات الدعم قبيل ظهر أمس “السيطرة الكاملة” على القصر الجمهوري في وسط العاصمة ومطارها وكذا مطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط). وقالت في بيان لها، إنها سيطرت أيضا على مقر إقامة قائد الجيش الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، ردا على هجمات للجيش على قواعد لها.

وقالت هذه القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو، في بيانها: إنها تمكنت من “السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومطاري مروي والأبيص وعدد من المواقع بالولايات” الأخرى. في المقابل، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”.

وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

وأعلن الجيش السوداني بعد ظهر امس أن الطيران الحربي نفذ ضربات جوية على معسكرين لقوات الدعم السريع في الخرطوم فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين اللذين تبادلا الاتهامات ببدء القتال.

وقال بيان للجيش، إن “القوات الجوية تقوم بتدمير معسكر طيبة ومعسكر سوبا التابع لميليشيا الدعم السريع” في الخرطوم.

اتهامات متبادلة

وكانت قوات الدعم السريع قالت في البداية إن الجيش السوداني شن امس السبت هجوما على إحدى قواعدها في الخرطوم، فيما كان يسمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية، حسبما أفاد مراسلون من وكالة الأنباء الفرنسية وشهود عيان.

كذلك اتهم الجيش السوداني امس السبت قوات الدعم السريع المسلحة بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى بُعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها.

وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”، مضيفا أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

مواجهات عنيفة

وجاء في بيان قوات الدعم السريع التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي: “تفاجأت قوات الدعم السريع صباح يوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارا على القوات المتواجدة هناك، ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة”.

كما ذكر شهود بأن “مواجهات” ودوي انفجارات وإطلاق نيران سمعت قرب قاعدة تتمركز فيها قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم. وسمع مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية إطلاق نار قرب مطار الخرطوم وفي شمال العاصمة السودانية.

يأتي هذا بعد يومين على تحذير الجيش السوداني من أن البلاد تمر بـ “منعطف خطير” بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية، فيما تراوح جهود العودة إلى المرحلة الانتقالية مكانها.

في السياق، قالت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في السودان إنها أجرت اتصالات بالقيادات العسكرية وحثتها على ضبط النفس والعودة لطاولة الحوار.