عجزت كل الوسائل السياسية والدبلوماسية عن إيقاف الحرب التي يقودها الكيان الصهيوني على قطاع غزة وبقية المدن الفلسطينية المحتلة ولبنان، وتزداد التوترات بعد الرد الإيراني على جريمتي اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
موجز الأرقام
يواصل جيش الكيان الصهيوني الغاصب، منذ عام كامل، اقتراف أنواع الجرائم والانتهاكات لحقوق الانسان، وشن بعد عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية والتي كانت مفاجئة للكيان والعالم، حرب إبادة جماعية ارتكب فيها آلاف المجازر التي خلفت حتى الآن ما يقرب من 42 ألف شهيد من بينهم 17 ألف طفل وأكثر من 11 ألف امرأة بمعنى ان عدد الضحايا من النساء والأطفال يزيد على 69 في المائة، ووصل عدد المصابين إلى أكثر 96 ألف وفقد نحو 10 الاف فلسطيني.
واستشهد بسبب الحرب 986 من الطواقم الطبية و85 من الدفاع المدني، ووفقاً للإحصائيات الرسمية التي تصدر عن مختلف الجهات الفلسطينية والدولية، فقد ارتكب جيش الاحتلال أكثر من 4560 مجزرة بحق المدنيين، واستهدف معظمهم في المنازل او في مراكز الايواء والنزوح، وبلغ عدد المهجرين قسراً أكثر من 90 في المائة من الفلسطينيين في غزة.
وهذه السنة، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 5 آلاف أسير، ووضعتهم تحت ظروف قاهرة وقاسية ومارست بحقهم أنواع التعذيب والتنكيل وواجه عدد منهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.
ولم يسلم العاملون في المنظمات الدولية والإنسانية والأطباء والصحافيون، فقد استشهد في الحرب الدائرة نحو 200 موظف دولي، وكذلك ما يزيد على 172 صحفيا، وجرى تخريب معظم البنى التحتية للمؤسسات الإعلامية لمنع تغطية الانتهاكات والجرائم التي ينفذها الاحتلال.
شهداء غزة ليسوا مجرد أرقام
وفي مجرى التضامن المستمرة من قبل الحركة الطلابية في جامعة كولومبيا في ولاية نيويورك الامريكية، تمت قراءة 2360 اسما من شهداء غزة، ضمن حملة تكريمهم للتأكيد على أن هؤلاء "ليسوا مجرد أرقام".
وتمكن الطلبة من قراءة هذه الأسماء المسجلة في 59 صفحة من أصل 859 صفحة تحتوي على أسماء الفلسطينيين الذين استشهدوا في حرب الإبادة الجماعية، وتستمر هذه الفعالية لمدة أسبوع، وتتضمن تعليق صور وأسماء الأطفال الشهداء إلى جانب العلم الفلسطيني، لجذب انتباه الطلبة وإدارة الجامعة إلى المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
في تطورات الحرب
توغلت قوات الاحتلال، أمس شمال قطاع غزة وطلبت من سكان الأحياء إخلاء منازلهم بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي على مختلف مناطق القطاع، ما أدى إلى رفع حصيلة الشهداء والجرحى، وألقت الطائرات الحربية منشورات تطالب السكان بأخلاء المنازل نحو مناطق آمنة، زاعماً وجود أنشطة تقوم بها حركة حماس.
وفي ذات الشأن، قال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال اعتقلت 25 فلسطينيا بالضفة الغربية، وأعدمت الأسير السابق أحمد عوايصة أثناء الاعتقال.
في سياق التطورات، توقعت إذاعة الجيش الإسرائيلي وجود تعاون كبير بين الدول الشريكة في المنطقة في استعدادها للهجوم الكبير على إيران، وأشارت إلى انه سيكون "جديا وكبيرا وليس حدثا ثانويا". ونقلت الإذاعة عن مصدر عسكري قوله إن "الجيش منشغل بالاستعدادات للهجوم معظم الوقت". بدورها، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن محادثات بين ممثلين عمن وصفتهم بـ "الدول الصديقة" وقادة الجيش الإسرائيلي، جرت صباحا لتنسيق الرد على إيران.
في الأثناء، فيما أفادت مصادر إسرائيلية بهبوط مروحية إجلاء عسكرية في مستشفى هداسا عين كارم بالقدس المحتلة، يأتي ذلك بينما اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 38 من جنوده خلال 24 ساعة، وسط اشتباكات مستمرة مع حزب الله اللبناني.
وسقط أمس صاروخ في ميناء حيفا وفقاً لوسائل اعلام، التي أكدت أن غارات طيران الاحتلال على ضاحية بيروت الجنوبية تحول دون وصول فرق الإنقاذ إلى الأماكن المستهدفة.
ويواصل جيش الاحتلال قصف مناطق عدة في لبنان وقطاع غزة، وأوقع المزيد من الخسائر البشرية والمادية.
أطباء: توقفوا عن تسليح اسرائيل
طالب 99 طبيبا أميركيا عملوا طوعا في غزة، رئيس أمريكا جو بايدن ونائبته كامالا هاريس بقطع الدعم العسكري لإسرائيل فورا، والتوقف عن تسليح دولة "تتعمد قتل الأطفال بشكل جماعي".
وقال الأطباء في رسالة مشتركة، إنهم شاهدوا أثناء تقديمهم الخدمات الصحية التطوعية في غزة وفاة أطفال رُضع ماتوا نتيجة الهجمات والعراقيل الإسرائيلية والأوبئة وجرائم ضد حقوق الإنسان. وأكدوا أن عدد الضحايا أكبر بكثير عن الأرقام المعلنة.
وفي ذات الشأن، كشفت وكالة رويترز عن أن مساعدة وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول، كتبت لكبار مساعدي بايدن رسالة في في31 أكتوبر 2023 قالت فيها إن النزوح الجماعي سيشكل كارثة إنسانية وقد يمثل انتهاكا للقانون الدولي، وذكرت في الرسالة أنها كانت تنقل تقييما للجنة الدولية للصليب الأحمر "جمدت الدماء في عروقها".
وكشفت رويترز عن مراجعة للرسائل المتبادلة بين كبار المسؤولين في الإدارة الامريكية، بعد أيام من اندلاع الحرب، وأكدت وجود قلق مبكر لدى المسؤولين في الخارجية والدفاع من ارتفاع عدد الضحايا في غزة، وهو ما قد ينتهك القانون الدولي ويعرّض العلاقات الأميركية مع العالم العربي للخطر!
وتُظهر الرسائل أيضا ضغوطا داخلية في إدارة بايدن لتغيير رسالتها من إظهار التضامن مع إسرائيل إلى الحديث عن التعاطف مع الفلسطينيين وضرورة السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
هل سترد إسرائيل على إيران؟
طلب المرشح الجمهوري للانتخابات المقبلة دونالد ترامب من الاحتلال الإسرائيلي ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وقال ترامب: "لقد طرحوا سؤال على بايدين بخصوص ضرب المنشئات النووية، وكان ينبغي أن تكون الإجابة: "اضربوا النووي أولا، واهتموا بالباقي لاحقا".
وفي هذا السياق، يرفض بايدن ضرب المنشآت النووية، وطلب من إسرائيل ضرب أهداف أخرى، قائلاً: "لو كنت مكانهم (الإسرائيليين) لفكرت في بدائل أخرى عن توجيه ضربة انتقامية أو ضرب المنشآت النفطية الإيرانية".
وفي هذا السياق، أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن مجلس الوزراء الأمني اتخذ قرارا بالرد على هجوم إيران الأخير.
وفي الشأن نفسه، نقلت وسائل إعلام، عن علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني قوله "إن إيران ستستهدف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا شنت إسرائيل هجوما على الجمهورية الإسلامية".
وقال فدوي "إذا ارتكب المحتلون مثل هذا الخطأ فإننا سنستهدف كل مصادر الطاقة والمنشآت وكل المصافي وحقول الغاز".
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي زار لبنا وسوريا قبل يومين "إننا لا ننوي مواصلة الهجمات، وإذا اتخذ الكيان الإسرائيلي أي إجراء آخر ضد إيران فسيكون عملنا أكثر صرامة وسنرد بالتأكيد، ستكون إجابتنا متناسبة ومحسوبة بالكامل".
وتحدث عراقجي عن وجود مبادرات بشأن وقف إطلاق النار، وقال: "نأمل أن تصل إلى نتيجة"، مؤكدا على ضرورة أن تكون هناك مساعٍ جماعية من المجتمع الدولي لوقف جرائم إسرائيل في فلسطين ولبنان.