مرة أخرى، أظهر السكان والمجتمع المدني في إسبانيا تضامنهم مع فلسطين. تلبية لدعوة نقابات "سي جي تي" اليسارية في إسبانيا، وعلى الرغم من قرارات الحكومة: توقف الآلاف عن العمل يوم الجمعة الفائت، في إضراب عام للاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة. وجرت السبت تظاهرات في أنحاء مختلفة من البلاد. وجاء في بيان النقابات: "نعتقد أن الحركة النقابية العمالية القائمة على أساس طبقي وكفاحي، إلى جانب المئات من المنظمات السياسية والاجتماعية، قدمت مثالا للكرامة التي لا تتزعزع والتضامن غير المشروط مع الشعب الفلسطيني". ووفق مصادره، يضم الاتحاد النقابي أكثر من 100 ألف منتسب. وفي بعض المناطق التي يتمتع فيها اتحاد "سي جي تي" بتأثير واسع، تم الحفاظ على الخدمات الأساسية فقط، على سبيل المثال في الإدارة أو قطاع التعليم.
لقد جرت مسيرات في حوالي 150 موقعًا، وكان للأضراب صدى إعلامي جيد، وقال الاتحاد: “ما تفعله إسرائيل اليوم هو فاشية خالصة وربما أسوأ مثال على العنصرية والظلم في العالم”. وفي المسيرات جرى التضامن مع خمسة نقابيين تم اعتقالهم أثناء الإضراب. وانتقد الاتحاد مرة أخرى حقيقة أن "حكومتنا التقدمية تتحدث بكلمات لطيفة" ولكنها ليست مستعدة لإنهاء العقود والصفقات مع إسرائيل. وانتقدت كذلك حقيقة أن أكبر نقابتين تقدميتين لم تشارك بالأضراب، لارتباطهما بأحزاب تحالف يسار الوسط الحاكم في اسبانيا.
وقد وجد الإضراب العام أقوى تجاوب معه في الجامعات. ودعا اتحاد الطلاب القريب من حزب <اليسار الثوري" الماركسي غير المشارك في تحالف اليسار الاسباني، إلى إضراب طلابي على مستوى البلاد تحت شعارات مثل: "ضد الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة. لا مزيد من التواطؤ والهمجية. الإمبريالية الغربية مسؤولة!" كما انتقدت الدعوة الحكومة الإسبانية، بما في ذلك شركاؤها اليساريون: "تواصل الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز وشركائها الحفاظ على الاقتصاد والعسكري والدبلوماسي، ونظم الطلاب تظاهراتهم الخاصة في عشرات المدن، وليس فقط في عواصم الولايات. وسيكون هناك بمناسبة مرور عام كامل على شن حرب الإبادة الجماعية في غزة، الأسبوع المقبل يوم تضامن آخر ستنظم فيه مظاهرات في أكثر من 30 مدينة تحت شعار "عام من الإبادة الجماعية، 76 عاما من الاستعمار الإسرائيلي".
وفي قبرص أيضا
شارك مئات المتظاهرين في تظاهرة أمام القاعدة العسكرية البريطانية خارج الحدود الإقليمية في أكروتيري بقبرص، الأحد الفائت. ودعت التظاهرة، التي نظمها مجلس السلام القبرصي ودعمتها الأحزاب الاشتراكية، إلى إنهاء الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان وإغلاق قواعد الناتو في قبرص. وبسبب المناورات المستمرة وتمركز القوات الأمريكية، حذر مجلس السلام من أن قبرص قد تصبح أيضًا هدفًا للهجمات إذا تصاعدت الحرب بشكل أكبر. ومن غير المعروف على نطاق واسع ان القاعدة البريطانية تلعب دورا محوريا في تزويد إسرائيل بالمعلومات الاستخبارية.