اخر الاخبار

أثار نبأ الجريمة الآثمة التي نفذها الكيان الصهيوني الجبان، في اغتيال الشهيد حسن نصر الله زعيم حزب الله في لبنان، ردود فعل واسعة، وانشغل العالم بهذا الخبر وتداعياته المستقبلية على الأوضاع في الشرق الاوسط خصوصاً في فلسطين ولبنان.

ورصدت "طريق الشعب" أبرز التطورات التي لحقت خبر جريمة اغتيال نصر الله ورفاقه، في غارة صهيونية، استخدم فيها 85 قنبلة زنة كل واحدة منها طن كامل، ليلة الجمعة – السبت، وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، رد حزب الله على الكيان الصهيوني بقصف صاروخي مكثف، ما أدى إلى إفراغ شوارع حيفا وشمال فلسطين المحتلة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن "صفارات الإنذار دوت قبل قليل في مطار بن غوريون وإن المسافرين هرعوا إلى الملاجئ".

وأفاد مراسل فرانس24 الفرنسية، محمد فرحات أن الشوارع شبه خالية في حيفا وفلسطين، حيث دعا جيش الاحتلال جميع السكان للبقاء في بيوتهم. فيما تم إجراء تعزيزات أمنية واسعة.

تنديد واسع

ادانة الخارجية الروسية، بشدة جريمة الاغتيال السياسي للأمين العام لحزب الله التي ارتكبها جيش الاحتلال، وحملت اسرائيل المسؤولية الكاملة على التصعيد اللاحق، وحثت الكيان الصهيوني على الوقف الفوري للأعمال القتالية على الأراضي اللبنانية.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي السبت إنه يجب ألا يكون هناك أي تأخير في التوصل إلى "وقف شامل لإطلاق النار" في الشرق الأوسط. وأضاف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين يظل هو السبيل لنزع فتيل التوتر في المنطقة.

فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "يجب إيقاف محاولات إسرائيل نشر سياسة الجنون في غزة ورام الله إلى لبنان ودول أخرى في المنطقة".

الحرب لم تنته

شدد المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني دانيال هاغاري، على أن الشهيد حسن نصر الله من أكبر أعداء إسرائيل لوقت طويل جداً، مشيراً إلى أن وزير الدفاع أمر بعدم التجمع تحسباً لأي تصعيد.

واشر إلى صعوبة إعادة مستوطني الكيان إلى منازلهم في شمال فلسطين المحتلة، وتحدث عن أنهم في حالة تأهب للدفاع والهجوم وعلى الجمهور الالتزام بالتعليمات.

ويوم أمس، نفذ جيش الاحتلال عملية اغتيال جديدة في بيروت، وقال إن سلاح الجو، قصف أكثر من 140 هدفا لحزب الله في لبنان منذ ليلة الجمعة.

وذكر جيش الاحتلال، في بيان أمس، إن القتال ضد حزب الله لم ينته، وما زال الطريق طويلاً، فما زال لدى حزب الله صواريخ وقذائف والقدرة على إطلاق العديد منها في وقت واحد.

وأكد البيان أن الكيان في "حالة تأهب قصوى لصراع أوسع نطاقا، حتى بعد تصفية معظم كبار قادة حزب الله" بحسب وصف البيان.

وأشار إلى أن "حزب الله ينفذ هجمات ضدنا على مدى عام. ويمكن التنبؤ بأنهم سيواصلون تنفيذ هجماتهم ضدنا أو يحاولون القيام بذلك".

ولفت الناطق باسم جيش الاحتلال "شوشاني" إلى أنه لم يتم إعطاء تعليمات جديدة للمدنيين الإسرائيليين فيما يتعلق باستعداد الجبهة الداخلية، إذ أن التوجيهات الحالية وضعت بالفعل معظم المناطق في حالة تأهب قصوى.

أهم عملية

وفي التطورات أيضاً، أكد وزير دفاع الكيان الصهيوني الغاصب، تنفيذ واحدة من أهم الاغتيالات بتاريخهم، وتم إنهاء حساب طويل الأمد مع نصر الله.

وتابع، ان "عملياتنا الأخيرة دوى صداها في عموم الشرق الأوسط وهي رسالة واضحة لمن يعملون ضدنا".

لم يكن لديهم علم!

وكما الحال مع أية جريمة ينفذها الاحتلال الصهيوني، وبدعم من الولايات المتحدة الامريكية، فأن الاخيرة تنفي تماماً علمها بها، لكن وسائل اعلام تتحدث عن تخطيط مسبق، مع كل عملية، وهذه المرة أيضاً، أكد كبار المسؤولين الأميركيين -وفي مقدمتهم الرئيس الامريكي جو بايدن– أنه لم يكن لديهم علم مسبق بهجوم الاحتلال لاستهداف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، ونفوا أن تكون الولايات المتحدة قد شاركت في العملية، فيما صدرت توجيهات بتعديل وضع القوات الأميركية في المنطقة.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة "لم تكن على علم بالهجوم على بيروت ولم تشارك فيه"، وأضاف "نحتاج إلى مزيد من المعلومات وأنا قلق دائما من احتمال التصعيد".

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "لم نتلق إنذارا مسبقا من إسرائيل بشأن عمليتها في بيروت ولم نكن ضالعين في الهجوم".

وتابع أوستن قائلا "ينبغي تجنب حرب شاملة، والدبلوماسية تظل السبيل الأمثل والأسرع للحل". بيد أن وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية قالت إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستستهدف حسن نصر الله.

ونقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤول أميركي أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبل أقل من ساعة من الضربة.

دمار واسع في الضاحية

وجراء الهجمة الغادرة على الضاحية الجنوبية، انهارت عشرات الأبنية في أحياء واسعة من الضاحية الجنوبية لبيروت، وبقت النيران مشتعلة حتى صباح أمس، وتسبّب الركام والحديد المتناثر بقطع بعض الشوارع.

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، خلت الشوارع تماما من السكان، إلا من بضعة شبان على دراجات نارية يتفقدون الحطام، بعدما فرّت أعداد كبيرة من السكان من بيوتهم إثر أوامر إخلاء أطلقها جيش الاحتلال.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته ألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها طنا من المتفجرات.

رشقات صاروخية

واستمرت رشقات حزب الله الصاروخية على فلسطين المحتلة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية مؤكدة سماع دوي انفجارات في تل أبيب ومناطق أخرى وسط فلسطين المحتلة، في حين أفادت مراسلة الجزيرة بإطلاق خمس رشقات صاروخية من جنوب لبنان تجاه مواقع في الجليل، فيما قصف جيش الاحتلال منطقة البقاع شرقي لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.

ورصد الجيش الاحتلال إطلاق خمسة صواريخ من الأراضي اللبنانية تجاه شمال فلسطين المحتلة والضفة الغربية، وقال إن صاروخ "أرض أرض" أُطلق من لبنان سقط في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل. في حين أفادت القناة الـ 12 الإسرائيلية بإطلاق 16 صاروخا من لبنان تجاه الجليل، وسقوط صاروخ في البحر مقابل نهاريا.

وقال موقع واللا الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 100 مدينة وبلدة في الجليل ومرج ابن عامر خلال دقائق قليلة.

وذكرت القناة الـ 13 وصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيليتان أنه تقرر تجنيد ثلاث كتائب احتياط في المنطقة الوسطى بعد تقييم الوضع الأمني خشية التصعيد في الضفة الغربية خلال الأعياد اليهودية المرتقبة.

من جهتها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن قوات الاحتلال على الحدود اللبنانية أكدت استعدادها لغزو بري للبنان. وأوضحت أن حركة المرور العسكرية ازدادت على الطرق السريعة إلى شمال إسرائيل وقرب الحدود مع لبنان.

اختراق مطار بيروت

اخترق جيش الاحتلال، أمس، ترددات برج مراقبة مطار بيروت الدولي، وهدد باستهداف طائرة مدنية إيرانية في حال هبوطها في المطار، في حين أكدت وسائل إعلام أن الطائرة عادت أدراجها.

وقالت مصادر بوزارة الأشغال والنقل اللبنانية لوكالة الأناضول إن وزير الأشغال والنقل علي حمية أوعز على إثر ذلك بالطلب من الطائرة الإيرانية عدم الهبوط بمطار رفيق الحريري في بيروت وتجنب دخول الأجواء اللبنانية.

وقبل ساعات، حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري من أن الكيان "لن يسمح بنقل أي أسلحة إلى حزب الله"، بما في ذلك "عبر مطار بيروت الدولي".

احتياجات غير مسبوقة

قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بلبنان إنه بسبب حجم التصعيد والنزوح نتيجة سلسلة الغارات الإسرائيلية العنيفة على لبنان وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة واستنزفت جهود وموارد العمل الإنساني الحالية.

وأضاف المكتب، على منصة X أن "هناك حاجة إلى دعم عاجل على مختلف المستويات، مؤكدا أن الأولوية هي حماية المدنيين ودعم الحكومة والشركاء في تقييم وتلبية الاحتياجات"

وأفاد بأن العديد من العاملين في المجال الإنساني نزحوا بسبب "الأعمال العدائية، مما أدى إلى نقص في الموارد البشرية لمواصلة جهود الاستجابة في المناطق المتضررة". مضيفا أن "الشركاء يواجهون صعوبات لوجيستية في نقل المخزون من المستودعات للتوزيع".

كما نوه المكتب الأممي للشؤون الإنسانية بلبنان إلى أن بعض المناطق تعاني من نقص في الخدمات، مما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية الاحتياجات المتصاعدة.

حرب طويلة

وضمن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن أسفه لعدم وجود أي قوة، بما في ذلك الولايات المتحدة، قادرة على وقف رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حربه على غزة ولبنان.

وقال بوريل للصحفيين إن "ما نفعله هو ممارسة كل الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن أحدا يملك القدرة على وقف نتنياهو، لا في غزة ولا في الضفة الغربية".

وقال بوريل إن نتنياهو كان واضحا في أن الإسرائيليين لن يتوقفوا حتى يتم تدمير حزب الله، تماما كما يحدث في الحرب المستمرة منذ قرابة عام في غزة ضد حركة حماس.

وأضاف بوريل "إذا كان تفسير التدمير هو نفسه ما حدث مع حماس، فعندها نحن ذاهبون إلى حرب طويلة".