واصلت آلة الحرب الصهيونية همجيتها في استهداف كل شيء سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية ولبنان، حيث وسعت من عدوانها من خلال شن عمليات قصف استهدف لبنان، راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، في وقت تشير مصادر صحفية أن توسيع الكيان الصهيوني حربه بالضد من لبنان هدفه الأساسي حرف الأنظار عن جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
حصيلة الهجوم على الضاحية
أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أمس السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا غارة الاحتلال الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، أمس الاول الجمعة، إلى واحد وثلاثين شهيداً بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء، وثمانية وستين جريحاً، في حصيلة غير نهائية.
وقال الأبيض في مؤتمر صحفي بالعاصمة بيروت إنّ الغارة الإسرائيلية أدت إلى "تدمير مبنى سكني بالكامل في منطقة مكتظة بالسكان، وما زال هناك مفقودون وأشلاء ضحايا لم يُتعرَّف عليهم بعد".
وفي سياق آخر، قال الأبيض إن المستشفيات اللبنانية أجرت أكثر من ألفي عملية جراحية للمصابين جراء الهجمات الإسرائيلية يومي الثلاثاء والأربعاء، إثر تفجير أجهزة "بيجر" و"أيكوم" اللاسلكية.
والجمعة، أعلن لبنان استشهاد أربعة عشر شخصاً وإصابة ثمانية وستين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق وزارة الصحة، قبل إعلان ارتفاع الحصيلة اليوم.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن المبنى المستهدف في الغارة أُصيب بـأربعة صواريخ، لافتة إلى أن الغارة تسببت كذلك في انهيار مبانٍ أخرى مجاورة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر بيانٍ إنه اغتال في الغارة أيضاً القيادي العسكري البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، وقادة كباراً آخرين (لم يسمِّهم)، وهو ما أكده الحزب لاحقاً.
وعقب الهجوم، نعى حزب الله ستة عشر من أفراده، بينهم قائدان عسكريان بارزان هما إبراهيم عقيل المسؤول العسكري الثاني في الحزب، بعد فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل في تموز الماضي، وأحمد وهبي المسؤول عن وحدة التدريب المركزي.
أكثر من 14 ألف طفل شهيد
من جانب اخر، قفزت أعداد الشهداء والجرحى في قطاع غزة إلى ارتفاع جديد، في أعقاب استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزة.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس السبت، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41 ألفا و391، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت الوزارة في بيان لها أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 95 ألفا و760 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
قال نائب المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تيد شيبان، إن أكثر من 14 ألف طفل استُشهدوا في غزة، استناداً إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، مشدداً على أهمية "وضع حل سياسي يضمن حقوق الأطفال".
وأوضح شيبان أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءاً، إذ ارتفع عدد النازحين إلى 1.9 مليون شخص، فيما انخفض عدد شاحنات المساعدات من 100 شاحنة يومياً في آب، إلى 15 شاحنة فقط في أيلول، مما زاد حجم المعاناة.
الهدف من الهجوم على لبنان
قال تقرير لموقع "ميدل إيست آي" إن توقيت هجمات إسرائيل على لبنان محسوب بعناية لاستغلال انشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات، وتحقيق أهداف الحكومة الإسرائيلية بـ "تطهير قطاع غزة عرقيا أو تهجير سكانه".
ولفت التقرير بقلم الكاتب الفلسطيني محمد مرتجى إلى أن إسرائيل ستتبع في حالة حرب بلبنان ما فعلته في غزة من استهداف للبنية التحتية المدنية وقصف المناطق السكنية وتجويع السكان، وسيجذب ذلك انتباها دوليا واسعا ويشتت الاهتمام بعيدا عن غزة، ويمنح إسرائيل فرصة مثالية لمواصلة "قتل وإصابة وتجويع وتهجير الفلسطينيين في القطاع".
ويرى الكاتب أن توقيت هذه الاستفزازات مدروس، فقد دعا كل من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى غزو لبنان في حزيران، وكرر سموتريتش رغبته باحتلال جنوب لبنان بعد شهر من ذلك.
وقال الكاتب إن نية إسرائيل بالتخلص من الفلسطينيين في غزة "إلى الأبد" كانت واضحة منذ البداية، وفي حين يجب تسليط الضوء على لبنان في حالة اندلاع حرب جديدة، فمن المهم أيضا منع إسرائيل من تسريع أجندة "الإبادة الجماعية" في غزة.
وأكد الكاتب على الوحدة في مواجهة إبادة إسرائيل للفلسطينيين في غزة وعدوانها على لبنان، وحث المجتمع الدولي على فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية، واختتم بالقول "يجب ألا ننسى غزة، لأن التاريخ بالتأكيد لن ينسى".