أعلن وزير الصحة اللبناني، صباح أمس، ارتفاع عدد ضحايا تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكية (بيجر) في لبنان إلى 12 شخصاً بينهم طفلان، فيما أعلن العراق إرسال مساعدات عاجلة.
وأوضح الوزير فراس الأبيض أنه "خلال نصف ساعة توافد إلى المستشفيات أمس ما بين 2750 و2800 جريح، وأن عدد الإصابات الخطرة بلغ نحو 300، بينهم أطفال ونساء وليس فقط عناصر حزب الله".
وأفادت وسائل إعلامية، امس الأربعاء، بوقوع انفجارات جديدة في أجهزة اتصالات لا سلكية، بعد يوم من وقوع هجمات واسعة عبر أجهزة البيجر.
وحسب قناة الجزيرة فإن الانفجارات الجديدة استهدفت أجهزة اتصالات لاسلكية في عدد من المناطق اللبنانية.
من جهتها نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني وشاهد عيان أن أجهزة الاتصالات التي انفجرت بعدد من مناطق لبنان الأربعاء هي أجهزة لاسلكي محمولة ومختلفة عن أجهزة البيجر التي انفجرت الثلاثاء.
إدانة ودعم
دعا الحزب الشيوعي اللبناني، رفاق الحزب وجماهيره إلى حملة تبرع واسعة بالدم، ودعم لجان وهيئات الدفاع المدني والصمود الشعبي. غداة تفجير أجهزة الاتصال التي وقعت في لبنان أمس.
وطالب الحزب من المؤسسات الصحية مؤسساته الصحية والاجتماعية لاستكمال مساهماتهم في أعمال الإسعاف والإغاثة.
وأدان الحزب في بيان، تلقته "طريق الشعب" هذه الجريمة البشعة والتي أدت إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى وحمل حكومة اليمين الفاشية في الكيان الصهيونية مسؤولية هذه الجريمة.
كما أعرب حزب الشعب الفلسطيني عن إدانته الشديدة للهجوم الإجرامي الذي استهدف آلاف المواطنين من أبناء الشعب اللبناني.
وحمل الحزب، الكيان الصهيوني مسؤولية هذه الجريمة الإرهابية، وأضاف في بيان، صدر أمس، وتلقته "طريق الشعب": إن حزبنا وشعبنا الذي يدرك الدور الإرهابي لدولة الاحتلال الصهيوني وتهديداتها وخطرها على شعوب وسيادة دول المنطقة برمتها، يعبر عن وقوفه إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين جراء هذا الهجوم الاجرامي لأجهزة الاحتلال، والسلامة والاستقرار للبنان.
حرب محتملة
ونقلت شبكة إيه بي سي عن مسؤولين عسكريين من الاحتلال الإسرائيلي قولهم "إن إحجام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس يدفع إسرائيل إلى حرب كارثية محتملة مع حزب الله في لبنان إلى جانب أن إسرائيل عالقة في غزة وتخسر الحرب والردع والأسرى".
وأوضح المسؤولون أن "نتنياهو يحاول عمدا نسف المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين الذين تحتجزهم حركة حماس من خلال الإصرار على بقاء محور فيلادلفيا تحت سيطرة إسرائيل".
بدوره، دعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة الأونروا، فيليب لازاريني، إلى رفع الجاهزية لحرب محتملة من الاحتلال الاسرائيلي على لبنان، وذلك على وقع تصاعد التوترات بين الاحتلال وحزب الله. وذلك عقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في العاصمة بيروت.
استعدادات الاحتلال
من جهته، قال جيش الاحتلال إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي عقد جلسة لتقييم الوضع بمشاركة أعضاء هيئة الأركان لبحث حالة الاستعداد على الصعيدين الهجومي والدفاعي، عقب تفجير أجهزة أتصال بلبنان.
وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أنه لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية، مطالبا الإسرائيليين بالحفاظ على حالة اليقظة للاطلاع على أي تغيير في السياسة المتبعة والالتزام بها بشكل فوري.
وقبل ذلك، عقد رئيس وزراء الاحتلال مشاورات أمنية محمومة مع وزير دفاعه الذي ينوي إقالته، ورؤساء الأجهزة الأمنية في "الحفرة" (قاعة محصنة تحت الأرض) في الكرياه (مقر وزارة الدفاع) بتل أبيب لبحث الوضع في لبنان.
في الأثناء، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية طائرتين مسيّرتين تابعتين لحزب الله فوق منطقتي طبريا ونهاريا، بينما قصفت طائرات إسرائيلية بلدات بجنوب لبنان.
وصباح أمس الأربعاء، توعد حزب الله إسرائيل "بحساب عسير" ردا على هجوم تسبب في تفجير أجهزة (البيجر) مؤكدا أنه سيواصل في الوقت ذاته عملياته اليومية لمساندة قطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية.
صحيفة نيويورك تايمز كشفت -في وقت مبكر من يوم أمس الأربعاء- عن معلومات جديدة بشأن كيفية تفخيخ إسرائيل أجهزة الاتصال التي انفجرت وأسفرت عن مقتل وإصابة كثيرين من عناصر حزب الله في لبنان وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين أن إسرائيل أخفت متفجرات داخل دفعة من أجهزة اتصال (بيجر) تايوانية تم استيرادها إلى لبنان.
وقال المسؤولون إن حزب الله طلب من شركة "غولد أبولو" التايوانية أكثر من ثلاثة آلاف جهاز اتصال، وأضافوا أنه تم زرع مادة متفجرة صغيرة الحجم بجانب بطارية كل جهاز.
وأوضحوا أنه تم التلاعب بأجهزة الاتصال التي طلبها حزب الله قبل وصولها إلى لبنان.
كما نقلت الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين أنه تم توزيع أجهزة الاتصال على أعضاء حزب الله في جميع أنحاء لبنان وعلى بعض حلفائه في إيران وسوريا.
وفي نفس الإطار، نقلت صحيفة المونيتور عن مصادر استخباراتية أن آلاف الأجهزة التي حصل عليها حزب الله فخختها إسرائيل قبل تسليمها للحزب.