مع استمرار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يواجه شعب السودان خطر المجاعة والموت الجماعي، فيما لم تسفر اي محاولة اقليمية او دولية عن التهدئة او ايقاف الحرب.
وقالت سكرتارية الحزب الشيوعي السوداني، في بيان الاسبوع الماضي، ان "طرفي الحرب متورطان في جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية"، وشدد على اهمية "تنظيم الحركة الجماهيرية والتصعيد في الداخل والخارج لمنع تقسيم البلاد ووقف الحرب".
40 ضحية في يوم واحد!
قتلت قوات الدعم السريع، يوم الاحد الفائت، 40 سودانياً في هجوماً على قرية وسط السودان، وفق ما أفادت لجنة شعبية غير رسمية.
وقالت لجنة مقاومة أبو قوتة بولاية الجزيرة في بيان، إن "قوات الدعم شنت هجوما الأحد على قرية قوز الناقة الواقعة بمنطقة أبو قوتة، ما أسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل".
ومنعت هذه القوات دفن جثامين الضحايا، ورفضت عودة النازحين من العودة الى القرية بحسب بيان اللجنة الشعبية، التي طالبت منظمات المجتمع المدني بالضغط على الدعم السريع، من اجل السماح لهم بدفن الضحايا والعودة للقرية.
الجيش يقصف الدعم السريع
في الجانب الاخر من الحرب، أفادت وكالات الانباء، بأن الجيش السوداني شن، ليلة الاحد – الاثنين، قصفا مدفعيا عنيفا على مواقع وتجمعات قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.
وغطت سحب الدخان أجزاء واسعة من العاصمة السودانية لساعات.
وذكر مراسل قناة الجزيرة، إن "الجيش السوداني قصف مواقع الدعم السريع في مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري بالمدفعية الثقيلة، من مواقعه المتعددة في مدينة أم درمان".
وأفادت مصادر محلية بسماع انفجارات قوية في تلك المواقع، خصوصا في محيط سلاح المدرعات.
السودان مدمر ومعزول عن العالم
وقالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، ان "الخرطوم، التي كانت ذات يوم جوهرة حقيقية تقع على ضفاف نهر النيل، لم تعد أكثر من حقل من الخراب والدمار، وأصبحت مقبرة مليئة بالجثث التي نهشتها الكلاب الضالة، ورائحة الموت تفوح في كل مكان. أما المحطة التلفزيونية، التي كانت معقلا للدعاية، فتحولت إلى مركز لتعذيب السجناء".
واستعرضت الصحيفة عملا مصورا أعده الصحفي المصور إيفور بريكت لصحيفة نيويورك تايمز، تحت عنوان "حرب فوق النيل: السودان المجزأ". وشاركه زميله ديكلان والش.
وحسب الصحفية، فقد أدت الانتصارات المتتالية لقوات الدعم السريع على قوات الجيش النظامي إلى انتشار الجماعات المسلحة التي انضمت إلى القتال لدعم الجيش، والأسوأ أن شبح المجاعة الذي يمكن أن يتسبب في وفاة مئات الآلاف من الأطفال في الأشهر المقبلة يحوم مثل السيف فوق شعب وقع في ورطة وانقطع عن العالم.
وأشار الصحفي بريكت إلى أن قذائف المدفعية كانت تسقط بلا هوادة على المستشفيات والمنازل، وقد شاهد الصحفيان السكان وهم يدفنون موتاهم عند أبواب منازلهم الأمامية دون مراسم، في محاولة يائسة لمنح الراحل بعض مظاهر الكرامة، كما شاهدوهم يتجمعون غاضبين لتشكيل مليشيات مدنية تزيد من تعقيد فسيفساء الصراعات التي تهز البلاد.
ويصف الثنائي الصحفي مدينة تتغير فيها الخطوط الأمامية باستمرار، حيث يصبح كل شارع ساحة معركة محتملة، ففي الجزيرة الوسطى التي كانت ذات يوم مكان تنزه وسياحة للسكان، لا يكسر الصمت الثقيل الآن سوى أزيز محركات الطائرات المسيرة فوق النهر العظيم، متتبعة أهدافها بلا هوادة.
فيضان جديد يعقد الأزمة
وقالت منظمات محلية سودانية في مدينة طوكر شرقي السودان، إن "عدد ضحايا فيضان نهر بركة وصل إلى 23 ضحية، وعشرات المصابين، فضلا عن آلاف المنازل المدمرة كليا أو جزئيا".
ويواجه المتضررون أوضاعا صعبة بسبب نقص المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية، وقد أدى قطع الطرق وحصار المنازل بالمياه إلى تفاقم معاناة السكان وإعاقة عملية إسعاف المرضى بأمراض مزمنة. كما يعاني هؤلاء من عدم وجود أطباء أو علاج أو طريقة للخروج من مناطق الفيضان إلا بواسطة الدواب وبصعوبة، حيث إن المياه حاصرت المنازل والأحياء والشوارع، كما حاصرت سكان المدينة وتركتهم معزولين عن العالم.