شل الإضراب الشامل الحركة في إسرائيل، وأعلن اتحاد نقابة العمال "الهستدروت" أن نسبة الاستجابة من قبل كافة الهيئات والسلطات المحلية بلغت 95 في المائة، قبل أن تقضي محكمة العمل في تل أبيب بأن الإضراب العام الذي أدى إلى توقف معظم الأنشطة الاقتصادية" يجب أن ينتهي الساعة الثانية والنصف ظهرا بتوقيت القدس المحتلة.
شلل تام
وشمل الإضراب المرافق التجارية والاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية والمواصلات العامة والوزارات الحكومية، ودعت نقابة العمال الإسرائيلية وعائلات المحتجزين الإسرائيليين إلى الاحتجاج في الشوارع.
وشارك مطار بن غوريون في الإضراب الشامل موقفا الرحلات لمدة ساعتين كاملتين، مساهمة في الإجراء الاحتجاجي على حكومة بنيامين نتنياهو لعدم توصلها إلى صفقة تبادل أسرى.
ويأتي هذا الإضراب لمطالبة الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإبرام صفقة عاجلة لتحرير المحتجزين الإسرائيليين وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي العثور على ست جثث لأسرى في قطاع غزة.
وقال رئيس الهستدروت أرنون بار ديفيد: "علينا أن نوقف هذا التخلي عن الرهائن، توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرك أولئك الذين يحتاجون لذلك، وعليه فقد عم الإضراب منذ صباح الاثنين الاقتصاد الإسرائيلي بكامله".
مقترح اتفاق نهائي
من جانب آخر، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تخطط لتقديم مقترح اتفاق نهائي لوقف الحرب في قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن واشنطن تتشاور مع الدوحة والقاهرة بشأن ملامح اتفاق وقف إطلاق نار نهائي، وأن عدم قبول الطرفين اتفاقا نهائيا تعتزم واشنطن تقديمه قد يعني نهاية المفاوضات بقيادة أميركية.
وصرّح مسؤولون للصحيفة بأن واشنطن والقاهرة والدوحة كانوا يعملون على الاقتراح النهائي قبل العثور على جثث الأسرى المحتجزين.
كما أكد مسؤول أميركي أن مقتل الأسرى لا يعطل التوصل إلى الاتفاق بل يجب أن يكون دافعا إضافيا لإنجازه في هذه المرحلة الختامية.
وأكدت المصادر للصحيفة أن مباحثات الأسبوع الماضي ركزت على أسرى سيتم تبادلهم مع سجناء فلسطينيين محددين محتجزين داخل إسرائيل، وأن المرحلة الأولى كانت تضم الأسير الأميركي الإسرائيلي المقتول إلى جانب نساء ومسنين ومرضى وجرحى.
وعبّر المسؤولون عن تخوفهم من أن عدد الأسرى الأحياء قد لا يتجاوز العشرات، وأن المفاوضات أصبحت الآن أكثر تعقيدا بعد التأكد من مقتل الأسرى الستة.
وتتواصل الخلافات بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت؛ بالتفاقم جراء تمسك الأول باستمرار سيطرة الجيش على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
اقتحام الضفة يتواصل
وعلى الجانب الاخر، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومناطق مختلفة في الضفة الغربية لليوم السادس على التوالي.
واقتحمت قوات الاحتلال مناطق في الضفة، هي: مدينة رام الله، وحي البالوع في البيرة، ومدينة نابلس، وبلدة تلفيت جنوبي نابلس، وبلدة سيلة الظهر غربي جنين.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن العملية الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيا، هم: 18 في جنين، وخمسة في طولكرم، وأربعة في طوباس، وثلاثة في الخليل.. ما يرفع الشهداء في الضفة إلى 682 منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول الماضي.
الأوضاع في غزة
وفي قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب خلال الـ 24 ساعة الماضية ثلاث مجازر في القطاع، وصل منها للمستشفيات 48 شهيدا و70 مصابا.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس)، مسؤوليتها الكاملة عن عمليتي مستوطنتي "غوش عصتصيون" و"كرمي تسور" قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
ووقعت العملية في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضي في محيط مستوطنتي غوش عتصيون وكرمي تسور، وأسفرت عن إصابة 3 عسكريين إسرائيليين، بينهم ضابط كبير.
ولاحقا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الاثنين استشهاد المنفذين محمد مرقة وزهدي أبو عفيف، برصاص الاحتلال شمالي الخليل.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حربا على غزة خلّفت قرابة 135 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.