تتواصل معاناة أهالي مدينة خان يونس كبقية أحياء الفلسطينيين في قطاع غزة على مدى أكثر من 300 يوم من حرب الاحتلال الصهيوني المدمرة المستمرة على مختلف مناطق القطاع. ووصل عدد الشهداء الى 39 الفا و550، فيما بلغ عدد المصابين اكثر من 91 الفا.
وفي تداعيات جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تظاهر مئات الالاف في مدن مختلفة حول العالم، تنديداً بهذه الجريمة، وبعد تشييع جثمانه في إيران جرت مراسيم الدفن في قطر بحضور رسمي وشعبي.
فيما ترتفع التوقعات بتوجيه ضربات الى إسرائيل رداً على اغتيال هنية والقائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، كثف الاحتلال الإسرائيلي من استعداده لرد أي هجوم محتمل، ودفعت الولايات المتحدة ببوارجها الحربية الى البحر المتوسط للدفاع عن الكيان الصهيوني.
توقعات الرد وتحضيرات للصد
وبيّن الحرس الثوري الإيراني في بيان، ان "اغتيال هنية تم بتخطيط وتنفيذ إسرائيلي وبدعم امريكي"، وان "العملية تمت عن طريق مقذوف قصير المدى خارج مكان اقامته". فيما توقع محللون ومراقبون ان يكون هناك رد مختلف على اغتيال هنية على الأراضي الإيرانية.
ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول أميركي، بتحرك مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية ستتجهان إلى البحر المتوسط عبر البحر الأحمر، وذلك في خطة أمريكية للدفاع عن الكيان الصهيوني.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أنه "على ضوء احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها"، أمر وزير الدفاع لويد أوستن "بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة".
في الوقت ذاته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب القصوى في صفوفه، تحسبا للرد المتوقع على اغتيال إسماعيل هنية، بالتزامن مع استنفار الجيش الأميركي ورفع درجة الاستعداد بإرسال مزيد من الدفاعات الصاروخية والمعدات الحربية إلى المنطقة، وسط تقديرات باستهداف خطوط الكهرباء والاتصالات".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، إن "منظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب".
وفي رد اول على عملية الاغتيال، أطلقت المقاومة الفلسطينية وابلاً من الصواريخ على غلاف غزة امس الأول الجمعة، وبعد مرور أكثر من 300 يوم على بدء الحرب على القطاع. في المقابل، اكد الجيش الإسرائيلي اطلاق الصواريخ، لكنه قال انها لم تحدث اصابات.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أجرى تجربة ناجحة لاعتراض الصواريخ الدقيقة.
وفيما يواصل جيش الاحتلال قتل المزيد من الفلسطينيين العزل، ويستمر بتهديم المباني وتجويع الغزيين وحرمانهم من العلاج، أفادت وكالات الانباء، بأن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارة على نقطة عبور غير نظامية بين الأراضي السورية وقضاء الهرمل شرقي لبنان، أدت الى تفجير شاحنة نفط.
الاستيطان يتمدد
وذكر تقرير للاتحاد الأوروبي أن " الاحتلال الإسرائيلي بنى 30 ألفا و680 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة منذ قدوم حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو".
وأوضح التقرير، أن "عام 2023 شهد بناء 18 ألفا و333 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، في حين تم بناء 12 ألفا و349 وحدة في الضفة الغربية".
وأشار إلى أن عدد الوحدات الاستيطانية المقامة في الضفة الغربية هو الأعلى منذ التوقيع على اتفاقية أوسلو. وأوضح أن إقامة الوحدات الاستيطانية تزايد بنسبة 180 في المائة خلال 5 سنوات.
وأكد تقرير الاتحاد الأوروبي أن التوسع في إقامة الوحدات الاستيطانية يقطع سبل الاتصال بين القدس الشرقية والضفة الغربية، وهذا يعقد من فرص تجسيد حل الدولتين.
وبين التقرير، أن "خطط التوسع الاستيطاني رافقها ارتفاع لعنف المستوطنين في الأراضي المحتلة"، وأوضح أن "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة سجل أعلى عدد من حوادث العنف من قبل المستوطنين في عام منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تسجيل مثل هذه الحوادث عام 2006".
وأشار لارتفاع عنف المستوطنين بشكل ملحوظ بعد عملية طوفان الأقصى، وقد تسبب ذلك في نزوح 1539 فلسطينيا، من بينهم 756 طفلا، من منازلهم في المنطقة.
تدمير تام لمباني غزة
وقالت الأمم المتحدة، إن "نحو ثلثي المباني في قطاع غزة تضرّرت أو دُمرت منذ بدء حرب إسرائيل على غزة، وذلك استنادا إلى صور بواسطة الأقمار الاصطناعية".
وأعلنت وكالة تحليل الأقمار الاصطناعية التابعة للأمم المتحدة (يونوسات)، أن "آخر تقييم للأضرار يكشف تضرر 151 ألفا و265 مبنى في قطاع غزة".
ويعتمد هذا التقدير على صور جُمعت في السادس من تموز الماضي تمت مقارنتها بصور سابقة ملتقطة أيار 2023.
ومن بين المباني المتضررة "30 في المائة مدمر، و12 في المائة متضرر على نحو خطير، و36 في المائة متضرر على نحو متوسط، و20 في المائة متضرر على الأرجح، مما يمثل نحو 63 في المائة من مجمل المباني في المنطقة"، حسبما أوضحت "يونوسات".
وأضافت الوكالة، أن "التأثير على البنى التحتية المدنية واضح، حيث تضررت آلاف المنازل والمرافق الأساسية".
وتقدّر الأمم المتحدة حجم الأنقاض الناجمة عن الحرب في غزة بنحو 41.9 مليون طن. ويعد ذلك أعلى بمقدار 14 ضعفا من إجمالي الحطام والركام الناتج عن الحروب الأخرى على غزة منذ عام 2008.