كما كان متوقعا، تصدر اليمين المتطرف نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا، وحل تحالف اليسار ثانيا وائتلاف ماكرون ثالثا، وفق تقديرات أولية. وقد يصل اليمين المتطرف للحكم للمرة الأولى في ظل الجمهورية الخامسة.

حتى إعداد هذا التقرير، حصل حزب التجمع القومي اليميني المتطرف على نسبة تصل إلى 34,5 في المائة، وتحالف اليسار (الجبهة الشعبية الجديدة) على نسبة تصل إلى 29,1 في المائة، ومعسكر الرئيس ماكرون على نسبة تصل إلى 21,5 في المائة، واليمين الجمهوري على 10 في المائة، وتوزعت بقية الأصوات على عدد من القوائم اليمينية واليسارية الصغيرة.

كانت النتيجة هزيمة مريرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان يأمل في استخدام الانتخابات المبكرة لتوسيع الأغلبية النسبية لقواه الوسطية في مجلس النواب. وهذا يبدو الآن غير مرجح للغاية.

يُظهر إقبال الناخبين، الذي كان مرتفعًا جدًا في فرنسا، مدى وعي الناخبين بأن هذا التاريخ من المحتمل أن يُسجل في التاريخ السياسي. وصلت المشاركة إلى مستوى لم تشهده فرنسا منذ 27 عامًا، حيث بلغ عدد المسجلين حوالي 70بالمائة من إجمالي 49 مليونًا. وفي الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2022، أدلى 47.5 بالمئة فقط من المؤهلين للتصويت بأصواتهم.

ردود الفعل الأولية

على الرغم أن نتائج دورة الانتخابات الأولى غير حاسمة بشكل نهائي في تحديد عدد مقاعد للقوائم المتنافسة إلا أن ردود الفعل الأولية، عكست محاولة اليمين المتطرف تكريس انتصاره، اذ أعلنت زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان أن معسكر ماكرون قد تم محوه عمليا. وقالت لوبان التي انتخبت نائبة عن دائرتها في شمال البلاد إن الفرنسيين أظهروا «إرادتهم لطي صفحة سبعة أعوام من حكم الازدراء والتآكل» للرئيس ايمانويل ماكرون، داعية الفرنسيين إلى منح حزبها التجمع الوطني «الغالبية المطلقة. من جانبه دعا ماكرون إلى تحالف واسع في جولة الانتخابات الثانية لمواجهة اليمين المتطرف.

وألقى جان لوك ميلينشون زعيم حركة فرنسا الأبية خطابًا في مقر الجبهة الشعبية الجديدة. ووصف الانتخابات بأنها «هزيمة واضحة» للرئيس ماكرون. وطلب من الشعب الفرنسي منح تحالف اليسار الأغلبية المطلقة في جولة الانتخابات الثانية.

ودعا رئيس الوزراء الفرنسي مرشحي قائمة ماكرون الذين يحتلون الموقع الثالث إلى الانسحاب لصالح المنافس الديمقراطي الأقوى لكي يحرم اليمين المتطرف من أكبر عدد ممكن من المقاعد. ودعت أحزاب تحالف اليسار ناخبيها إلى شيء نفسه.

 في حين هاجم اليمين الجمهوري تحالف اليسار، ووصفه بالمتطرف.  وقال ممثلوه إنهم سوف لن يدعون ناخبيهم للتصويت إلى جهة معينة وسيتركون الخيار لهم.

ومن الجدير بالذكر ان تحالف اليسار سيخوض المعركة المباشرة ضد اليمين في معظم الدوائر في الجولة الثانية.

ورغم تقدم اليمين إلى أن مسألة تحقيق أغلبية مريحة لتشكيل الحكومة المقبلة ما زالت مفتوحة. ويمكن ان تعود قوى اليسار واليمين التقليدي للتعاون وحرمان اليمين المتطرف من هذه الإمكانية.