عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤتمراً صحفياً، أمس الأربعاء، بعد خسارة حزبه الفادحة في الانتخابات الأوروبية، التي حل على إثرها الجمعية الوطنية ودعا إلى انتخابات تشريعية مبكرة.
وأوضح ماكرون في مؤتمره الصحفي، خلفيات قراره المفاجئ، وهاجم فيه عددا من الأحزاب الفرنسية خاصة حزبي «التجمع الوطني» (يمين متطرف) وفرنسا الأبية (يسار).
فيما أكد في مقابلة مع مجلة فيغارو، أمس الأول، أنه «يرفض الاستقالة مهما كانت نتيجة الانتخابات المبكرة»
تحالف أحزاب اليسار
أعلنت أحزاب اليسار الأربعة الرئيسية – فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي والخضر والحزب الشيوعي، مساء الاثنين، أنها اتفقت مجددا على تقديم ترشيحات موحدة منذ الدورة الأولى تحت اسم «الجبهة الشعبية» وذلك رغم بروز انقسامات بينها خلال حملة الانتخابات الأوروبية.
ودعت هذه الأحزاب إلى المسيرات احتجاجية نهاية هذا الأسبوع بدعوة من النقابات الرئاسية.
وأكدت رئيسة حزب الخضر مارين توندولييه أنًه «تم التوصل إلى اتفاق يساري وذلك خلال المشاركة في مظاهرة في ساحة الريبوبليك في باريس ضد صعود اليمين المتطرف عقب الانتخابات الأوروبية».
من ناحية أخرى، أكد رئيس القائمة الاشتراكية رافايل غلوكسمان موقفه الحازم من حزب فرنسا الأبية بزعامة جان ميلانشون، وعلى الرغم من أنه استبعد ترشحه لمنصب رئيس الوزراء في حال فوز اليسار، إلا أنه لن يدعم ترشحه، مقابل دعمه المحتمل لرئيس نقابة الكونفدرالية الديموقراطية الفرنسية للعمل لوران برجيه لمنصب رئيس الوزراء، وهو اقتراح لم يحظ حتى الآن بتأييد أحزاب اليسار الأخرى.
وانتقد رئيس الوزراء الفرنسي هذا التحالف، واعتبر الاتفاق بالمقزز كونه يضم حزب فرنسا الأبية الذي اتهمه باتخاذ مواقف مبهمة بشأن معاداة السامية.
واستؤنفت، الثلاثاء المحادثات لتوضيح البرنامج المشترك والبت في مرشح هذه الأحزاب لمنصب رئيس الوزراء، فيما أشاد ميلانشون في تغريدة عبر منصة x»» بتخلي حزبه عن الأحقاد والسعي لبناء الوحدة الشعبية.
اليمين يتحالف مع اليمين المتطرف
وأحدثت دعوة رئيس حزب الجمهوريين اليميني إريك سيوتي إلى تحالف غير مسبوق مع اليمين المتطرف صدمة داخل حزبه، وشكلت تطورا لافتا جديدا في فرنسا.
وانهالت الانتقادات اللاذعة على سيوتي وجرى اتهامه بـ «الخيانة والكذب ومراعاة المصلحة الشخصية».
وقال سيوتي في مقابلة تلفزيونية: «نحن بحاجة إلى التحالف، مع الحفاظ على هويتنا، مع حزب التجمع الوطني ومرشحيه»، وهو ما استدعى انتقادات حادة من كوادر عدة في حزبه نددوا بهذه الانعطافة غير المسبوقة.
وعلى الفور، استقال عدد من مسؤولي الحزب المحليين ونحو 10 من أعضاء مجلس الشيوخ
وكانت الصدمة قوية داخل حزب الجمهوريين الذي قرر مغادرته مسؤولون منتخبون محليون على إثر هذه التصريحات، وقال رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه: «لن أوافق، بأي حجة كانت، على اتفاق مع التجمع الوطني يخالف مصلحة فرنسا وتاريخنا».
في المقابل، رحب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بقرار سيوتي، وقال رئيس الحزب جوردان بارديلا: «سيحصل اتفاق بين التجمع الوطني والجمهوريين»..