اخر الاخبار

انتهت في التاسع من حزيران الحالي انتخابات البرلمان الأوربي التي شملت 27 بلدا، جرت عمليات الاقتراع في بلدان الاتحاد، خلال أيام 6 -9 حزيران. وسنسعى في هذا التقرير إلى حصر النتائج والملامح العامة لهذه الانتخابات، التي ستشهد الأيام والأسابيع المقبلة تتابع تحليلات واستخلاص الدروس من نتائجها، من قبل الأحزاب المشاركة فيها، ومؤسسات البحث والفكر في أوربا وخارجها، على اختلاف طبيعتها والمناهج الفكرية والسياسية التي تتبناها.

تمخضت هذه الانتخابات بشكل عام بتعزيز مواقع اليمين واليمين المتطرف وهذا ما تعكسه المقاعد التي حصلت عليها الكتل الرئيسية في البرلمان الأوربي والتي جاءت وفق بعض المصادر بالشكل التالي:

حافظت كتلة اليمين المحافظ على تصدر الكتل بحصولها 184 مقعدا وبزيادة قدرها 8 مقاعد، وجاءت كتلة الديمقراطيين الاجتماعيين ثانيا بحصولها على 139 دون تغيير، وحصلت كتلة تجديد أوربا الليبرالية على 80 مقعدا بخسارة 22 مقعدا. وحصلت أحزاب اليمين المتطرف المنضوية إلى كتل او تلك التي لا تزال خارجها على قرابة 170 مقعدا. ومعروف أن اليمين المتطرف موزع على كتلتين رئيستين هما كتلة «المحافظين والاصلاحين الأوربيين»، تضم حزب «إخوة إيطاليا» (فراتيلي ديتاليا) بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وحزب القانون والعدالة البولندي، وحزب فوكس الإسباني، والتي حصلت على 73 مقعدا بزيادة 4 مقاعد وحافظت كتلة الهوية التي تضم حزب «التجمع الوطني» الفرنسي، وحزب الرابطة الإيطالي، من 49 إلى 62 مقعداً. وقد استبعدت الكتلة مؤخراً حزب البديل من أجل ألمانيا من صفوفها. ومن شأن مكاسب الحزب الألماني الانتخابية أن تؤدي إلى تضخم عدد النواب غير المنخرطين في كتل. كما أن حزب «فيدس»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء القومي المجري فيكتور أوربان هو أيضاً من بين الأحزاب غير المنخرطة في كتل.

تعتبر كتلة الخضر في البرلمان الأوربي من أكبر الخاسرين لحصولها على 52 مقعدا بخسارة 19 مقعدا. وحصلت كتلة اليسار على 36 مقعدا بخسارة مقعد واحد.

في الإطار العام لم يغير صعود اليمين المتطرف على أكثرية اليمين التقليدي وقوى الوسط في البرلمان الأوربي التي ستشكل أكثرية حسابية، كما أن نجاحات اليمين المتطرف في البلدان الصغيرة ستكون غير مؤثرة مثل نضيرتها في إيطاليا وفرنسا ولمانيا.

خسائر كبيرة لأحزاب حاكمة

حصل الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني الذي يقود التحالف الحاكم على أسوأ نتيجة انتخابية أوربية في تاريخه 14,2 في المائة، ويأتي ذلك مع تراجع شعبية المستشار الألماني في استطلاعات الراي العامة.

تميزت الانتخابات في المانيا أيضا، باحتلال حزب البديل من أجل المانيا المركز الثاني، وحصول تحالف «سارا فاكنكنشت» المنشق عن حزب اليسار على 6 مقاعد في البرلمان الجديد، في حين حصل حزب اليسار على 3 مقاعد فقط.

الهزيمة الأكبر لحقت بحزب الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي أعلن عن حل مجلس النواب (الجمعية الوطنية)، ودعا إلى انتخابات مبكرة في 30 حزيران الجاري، وذلك بعد تقدم اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية، ردا على تسيد اليمين المتطرف (حزب ماري لوبان) نتائج الانتخابات في فرنسا أكثر من 32 في المائة، أي ضعف ما حققه حزب الرئيس الفرنسي.

نجاحات يسارية في شمال أوربا

على الرغم من أن قوى اليسار والتقدم تعيش حالة تراجع عامة، إلا أن أحزاب اليسار والخضر حققت مكاسب في دول الشمال في الانتخابات الأوروبية الأحد، في حين تراجعت الأحزاب اليمينية المتطرفة، وفق ما أظهرت النتائج الرسمية واستطلاعات الرأي. ففي فنلندا، حقق حزب «تحالف اليسار» تقدماً بحصده 17.3 في المائة من الأصوات، بزيادة 4 في المائة مقارنة بعام 2019.

وقالت زعيمة «تحالف اليسار» لي أندرسون: «لم أكن أحلم قط بمثل هذه الأرقام». بالتالي، سيحصل الحزب على ثلاثة مقاعد من أصل 15 مخصصة لفنلندا في البرلمان الأوروبي، مقارنة بمقعد واحد فقط خلال الانتخابات الأوروبية السابقة. وتراجعت شعبية «حزب الفنلنديين» اليميني المتطرف المشارك في الائتلاف الحكومي، بحصوله على 7.6 في المائة من الأصوات، بخسارة 6,2 في المائة، ولن يحصل إلا على مقعد واحد.

في السويد، حقق حزب الخضر تقدما بحصوله على 15.7 في المائة من الأصوات، بزيادة قدرها 4,2 نفي المائة،. وحصل حزب اليسار على 10,7 في المائة، بزيادة قدرها 4 في المائة، بينما سجل اليمين المتطرف الذي يمثله «حزب ديمقراطيو السويد» تراجعاً بمقدار 1,4 في المائة، بحصوله على 13,9 في المائة. وحافظ الاشتراكيون الديمقراطيون على موقعهم في المقدمة بنسبة 23.1 في المائة.

نتائج أخرى

حصلت قوى اليسار الإسباني (تحالف سومار، وحزب بودموس) على ما مجموعه 8 بالمائة بخسارة 2 في المائة مقارنة بانتخابات 2019. وحل حزب فوكس اليميني المتطرف ثالثا بحصوله على 9,62 في المائة بزيادة أكثر من 3 في المائة. وفاز حزب الحرية اليميني المتطرف بالانتخابات الأوروبية في النمسا بحصوله على 25,5 بالمئة من الأصوات.