اخر الاخبار

تواصل الولايات المتحدة الامريكية دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني في جرائمه ضد الفلسطينيين رغم الرفض الشعبي والسياسي داخل أمريكا نفسها.

وآخر أوجه الدعم المستنكر ما كشفته وسائل إعلام أمريكية حول استخدام ذخائر أمريكية في قصف مخيم للنازحين في رفح راح ضحيته 45 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال.

ذخائر أمريكية

وقالت شبكة «سي أن أن»، إن تحقيقا أجراه خبراء في الأسلحة والمتفجرات، كشف أن الذخيرة التي استخدمت في قصف مخيم النازحين في رفح، وأدت إلى استشهاد 45 فلسطينيا، وحرقهم داخلها، مصنوعة في الولايات المتحدة.

وأوضحت الشبكة، أن المشاهد تكشف أن مساحات واسعة، من المخيم في رفح، اشتعلت بالنيران، وشوهدت جثث محترقة بما فيها جثث الأطفال.

وفي مقطع فيديو تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي، نشرته الشبكة وطابقت فيه المكان بالمخيم المستهدف، يظهر ذيل قنبلة أمريكية الصنع ذات قطر صغير من طراز GBU-39، وفقا لأربعة خبراء في الأسلحة المتفجرة قاموا بمراجعة الفيديو.

وقال خبير الأسلحة المتفجرة كريس كوب سميث، إن قنبلة GBU-39، التي تصنعها شركة بوينغ، هي ذخيرة عالية الدقة «مصممة لمهاجمة أهداف ذات أهمية استراتيجية».

ويتوافق تحديد الشبكة للذخيرة مع ادعاء المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي حول المجزرة يوم الثلاثاء.

وتزن القذيفة 250 باوندا (114 كغم) ويمتلك الرأس الحربي التقليدي GBU-39 حمولة متفجرة تبلغ 17 كيلوغراما.

وقال هاغاري للصحفيين إن الغارة استخدمت ذخيرتين برؤوس حربية صغيرة تحتوي على 17 كيلوغراما من المتفجرات، مضيفا أن هذه القنابل كانت «أصغر الذخائر التي يمكن أن تستخدمها طائراتنا».

ورغم التنديد الدولي بالهجوم، شدد البيت الأبيض على أنه لا يعتقد بأن إسرائيل أطلقت العملية واسعة النطاق التي سبق لبايدن التحذير منها.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن بايدن بقي ثابتاً في مواقفه ولا «يبدّل المعايير» بشأن ما يمكن تعريفه على أنه هجوم عسكري واسع النطاق من قبل إسرائيل.

لكن بايدن يواجه معضلة تحقيق توازن بين إرضاء الداخل والمجتمع الدولي في آن بشأن غزة، لا سيما في عام يجد الديموقراطي البالغ 81 عاماً نفسه عالقاً في معركة انتخابية مع سلفه دونالد ترامب.

وقال مدير الأبحاث لدى «مجموعة صوفان» كولين كلارك إن «بايدن يرغب في أن يبدو صارماً بشأن رفح وحاول حقاً أن يكون حازماً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن في عام سيشهد انتخابات، فإن خطوطه الحمراء تزداد غموضاً». وأضاف «أعتقد أنه سيواصل تبديل هذه الخطوط عبر المناورة بناء على التطورات الميدانية».

«لم نرهم يقتحمون رفح»

وفي وقت يواجه احتجاجات تعم الجامعات الأمريكية على خلفية دعمه لإسرائيل، قال بايدن في وقت سابق هذا الشهر إنه لن يزوّد إسرائيل بالأسلحة لعملية عسكرية كبيرة في رفح وجمّد شحنة قنابل.

لكنه لم يقم بأي تحرّك مذاك رغم تكثيف إسرائيل هجماتها الجوية وتقدّم دباباتها منذ الثلاثاء إلى وسط رفح. وبدلاً من ذلك، اختار البيت الأبيض مناقشة ما يمكن اعتباره غزواً.

وأكد مستشار الأمن القومي جايك ساليفان الأسبوع الماضي أنه لا توجد «قاعدة حسابية»، وأضاف «ما سنقوم به هو أننا سننظر في مسألة إن كان هناك الكثير من الموت والدمار».

وفي البيت الأبيض، انهالت الأسئلة على كيربي بشأن الضربة الإسرائيلية التي أدت إلى اندلاع حريق في مخيم للنازحين، حيث احترق العشرات حتى الموت. وقال كيربي إن سقوط القتلى أمر «يفطر القلب» و»مروّع» لكنه شدد على أن واشنطن لن تغيّر سياستها تجاه إسرائيل.

وصرّح: «لم نرهم يقتحمون رفح.. لم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة.. بأعداد كبيرة من الجنود.. بأرتال وتشكيلات ضمن مناورة منسقة ضد أهداف عدة على الأرض».

لكن الضغوط الدولية تزداد على بايدن الذي يصف نفسه بأنه «صهيوني» ووقف إلى جانب نتنياهو رغم الخلافات بين الطرفين منذ اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول.

ويتساءل كثر إلى متى يمكن للولايات المتحدة أن تتسامح مع الهجوم الإسرائيلي على رفح، رغم الأمر الصادر لها من محكمة العدل الدولية (أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة والتي تعد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ضمن أعضائها) بوقف العملية.

استقالة جديدة

قدمت مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية، استقالتها على خلفية تعامل إدارة الرئيس جو بايدن، مع سلوك الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة، لتنضم إلى مسؤولين آخرين سبقوها بالاستقالة للسبب ذاته.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين، في تقرير أن المسؤولة المستقيلة، تدعى ستيسي غيلبرت، وتعمل في مكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية، وأشاروا إلى أن رسالة استقالتها التي أرسلت عبر البريد الإلكتروني، شرحت فيها وجهة نظرها، والتي قالت فيها إنها كانت مخطئة في استنتاجها أن الاحتلال لم يعرقل المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن سبب الاستقالة غير عادي، لأنه يتحدث عن معارضة داخلية بشأن تقرير مثير للجدل بشدة، اعتمدت عليه إدارة بايدن لتبرير الاستمرار في إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى الاحتلال.