في وقت تتفاقم فيه معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة من الجفاف والمرض وسط ظروف قاسية وغير صحية بسبب النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب، لا سيما في المناطق الشمالية، وفي ظل تواصل العدوان الإسرائيلي الوحشي والحصار المطبق للشهر السادس على التوالي، صوّت مجلس الأمن على قرار يقضي بوقف إطلاق النار في غزة.
وتبنى مجلس الأمن الدولي، امس الاثنين، مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان في قطاع غزة، في حين فشل المجلس في تمرير تعديل لمشروع القرار يتضمن عبارة “وقف دائم لإطلاق النار”.
وعقد المجلس الدولي جلسة للتصويت على مشروع قرار أعده العديد من أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين، يدعو إلى وقف “فوري” لإطلاق النار في قطاع غزة.
وطالب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، بإجراء تعديل شفهي على مشروع القرار يتضمن إضافة عبارة “وقف دائم”، مشيرا إلى أنه “تلقى تعليمات للتصويت بنعم على أي قرار يتضمن عبارة وقف دائم لإطلاق النار”.
وتبنى مجلس الأمن قرارا بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال رمضان، في خطوة باتجاه وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
وقبل التصويت على القرار، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “إذا لم تستخدم أمريكا حق النقض في مجلس الأمن اليوم فسألغي زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن”
طوابير العطاشى
ووثقت مقاطع مصورة بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، معاناة الفلسطينيين شمال قطاع غزة وهم يصطفون في طوابير طويلة في سبيل الحصول على كمية محدودة من المياه، وسط الجفاف الحاد والمجاعة المتفاقمة.
وقال أحد المواطنين الفلسطينيين أثناء محاولته العثور على مياه، “ليس لدينا حتى طعام يمنحنا الطاقة للذهاب إلى جمع الماء، فما بالكم بالأطفال الأبرياء وكبار السن!”، وفقا للمصدر ذاته.
وأعلن مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، منعهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي من إيصال المساعدات إلى شمال غزة.
وقال في تصريح له، إنه “رغم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة أنها لن تسمح بمرور قوافل أغذية من الوكالة إلى شمال قطاع غزة”.
ومع تواصل الحصار وتعمد الاحتلال استهداف كافة أشكال الحياة في قطاع غزة ضمن حربه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، تراجعت حصة سكان غزة من المياه بنسبة 95.5 في المائة بسبب تداعيات حرب الإبادة، وفقا لبيان مشترك صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وسلطة المياه الفلسطينية.
من جهتها، قالت منظمة “آكشن إيد” الدولية، إنه “لا أحد في غزة البالغ عدد سكانها 2.3 مليون، يملك ما يكفي من المياه الصالحة للشرب لتلبية احتياجاته اليومية”.
توقف خطوط المياه
ولا يعمل في الوقت الراهن سوى خط واحد فقط من بين خطوط أنابيب المياه الثلاثة الممتدة من الاحتلال الإسرائيلي إلى قطاع غزة المحاصر، في حين تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية بأضرار كبيرة في البنية التحتية للمياه، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ومن المؤمل ان يصوت مجلس الأمن الدولي مجددا، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وسيتم التصويت على المشروع الذي أعده العديد من أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين في ظل توقعات لاستخدام الولايات المتحدة حق النقص “الفيتو” ضد مشروع القرار، كونها ما زالت تدعم الحرب الدموية في قطاع غزة، تحت ذريعة تحقيق أهدافها بالقضاء على حركة حماس.
تهديد اسرائيلي
ويتواصل العدوان على قطاع غزة لليوم الـ 171 على التوالي، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى نحو 32 ألفا و226، والمصابين إلى 74 ألفا و518، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الأنقاض.
ولليوم الـ 171 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويشن الاحتلال حرب تجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ضمن عدوانه الوحشي، وذلك عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية، الأمر الذي أسفر عن وقوع حالات وفاة بين أطفال ومسنين؛ بسبب قلة الغذاء في شمال قطاع غزة.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 32 ألف شهيد، وأكثر من 74 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.