اخر الاخبار

اختتمت في جنوب أفريقيا، الأربعاء الفائت، اعمال اللقاء القاري الأفريقي السابع للتضامن، بدعوة لتعزيز التضامن السياسي مع كوبا. وناقش 230 مندوبا يمثلون 25 دولة راهن وآفاق التعاون الإفريقي الكوبي.

بالإضافة إلى الدولة المضيفة جنوب أفريقيا، شاركت وفود تمثل أنجولا وبوتسوانا ومصر وموزمبيق وناميبيا وزيمبابوي.  ومن خارج القارة الأفريقية حضر ممثلون عن الصين وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية. وباستضافة المؤتمر، تواصل جنوب إفريقيا، تقليد تضامني أرسي أسسه زعيمها التاريخي نيلسون مانديلا.

في كلمة الافتتاح، أكد نائب رئيس جنوب إفريقيا بول ماشاتيل، أهمية الاجتماع السياسي.

وأشار إلى الدعم العسكري الذي قدمته كوبا لنضالات التحرير المناهضة للاستعمار في أفريقيا، والى التعاون الناجح الأخير في مكافحة وباء كورونا.

وفي كلمتها، سلطت وزيرة الخارجية في جنوب افريقيا، ناليدي باندور، الضوء على العلاقات التاريخية بين كوبا وبلدان القارة الأفريقية. وتحدثت عن دعم الثورة الكوبية الفتية لجبهة التحرير الجزائرية، ونضال تشي غيفارا في الكونغو عام 1965، ومشاركة كوبا في غينيا بيساو وأنغولا.

وأشارت إلى أن تضامن بلادها مع كوبا الاشتراكية كان قد ترسخ بالفعل قبل انتصار المؤتمر الوطني الأفريقي على نظام الفصل العنصري من خلال تأسيس جمعية الصداقة بين جنوب أفريقيا وكوبا في عام 1992.

وشددت باندور على أن كوبا اليوم شريك استراتيجي لحكومتها في أمريكا اللاتينية وحليف وثيق في كفاح الجنوب العالمي من أجل نظام عالمي عادل.

وأكد رئيس وزراء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بوكريا بيون، تمسك شعبه بالثورة الكوبية، وأكد أن التضامن مع كوبا واجب على جميع الشعوب المحبة للحرية في العالم.

وأشار إلى الدعم السياسي المستمر للدول الأفريقية من خلال القرارات التي لا تعد ولا تحصى الصادرة عن اتحاد الدول الأفريقية.

وترأس الوفد الكوبي إلى المؤتمر فرناندو غونزاليس يورت، عضو البرلمان ورئيس المعهد الكوبي لصداقة الشعوب. وشدد في خطابه على الحاجة إلى نضال سياسي مشترك للتغلب على التحديات الحالية و”التهديدات التي تشكلها الإمبريالية الأمريكية”.

وغونزاليس يورت هو أحد الكوبيين الخمسة الذين جمعوا معلومات حول الأنشطة الإرهابية الموجهة ضد كوبا في أوساط الكوبين السابقين في فلوريدا، وبالتالي تم سجنهم في الولايات المتحدة لسنوات عديدة. وتمكن آخر الخمسة من العودة إلى كوبا في عام 2014 بفضل حملة تضامن عالمية.

وتحدث غونزاليس يورت، على خلفية تجربته الخاصة، عن “قوة التضامن” و”الروابط غير القابلة للتدمير التي توحد شعوب أفريقيا وبلدي”.

وفي الإعلان الختامي للقاء وخطة العمل المعتمدة، تم اقتراح تعزيز وتوسيع العلاقات في قطاعات الصحة والتعليم والثقافة والعلوم والزراعة والطاقة، والتعاون السياسي في مجالات ملفات المرأة والشباب والتضامن الأفريقي. وكذلك التثقيف السياسي وزيادة التظاهرات السلمية أمام السفارات الأمريكية.

وركز الإعلان الختامي على المطالبة بإنهاء فوري للحصار الأمريكي الذي ينتهك القانون الدولي، ورفع كوبا من قائمة الإرهاب الأمريكية، فضلا عن إغلاق معتقل غوانتانامو الذي تديره الولايات المتحدة وعودة المنطقة الى كوبا.

وكان اللقاء الأول قد عقد في جنوب أفريقيا، وشارك فيه ممثلون عن 12 دولة في عام 1995. وترأس رئيس جنوب أفريقيا آنذاك وأحد قادة النضال ضد الفصل العنصري، نيلسون مانديلا، مع آخرين، جلسات اللقاء. ومع اتساع عدد المشاركين، أقيمت خمس دورات أخرى: غانا 1997، أنغولا 2010، إثيوبيا 2012، ناميبيا 2017، نيجيريا 2019. وعقد لقاء افتراضي في عام 2021 بسبب انتشار وباء كورونا.