تواصل دولة الاحتلال الصهيونية تدمير كل شيء في قطاع غزة، لتحقيق نصر مزعوم، بعد عملية طوفان الاقصى التي انطلقت في السابع من تشرين الاول 2023، وتحاول القيادات السياسية والعسكرية فيها تجنب الحديث عن أي شيء يدعو الى وقف اطلاق النار.

ومع هذا الدمار الكبير الذي لحق بسكان قطاع غزة، يسعى نشطاء وقوى وحكومات في مختلف بلدان العالم الى وضع حد لاستمرار الحرب، ومنع سفك المزيد من الدماء.

الجنائية الدولية تحقق

وأحالت كل من المكسيك وتشيلي، اخيراً، ملف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق في جرائم محتملة، كما عبرتا عن قلقهما المتزايد من تصاعد العنف ضد المدنيين.

وأفادت الخارجية المكسيكية في بيان لها بأن المحكمة الجنائية الدولية هي المكان المناسب لتحديد المسؤولية الجنائية المحتملة، سواء ارتكبها «عملاء سلطة الاحتلال أو السلطة المحتلة».

وأشارت إلى أن الخطوة التي اتخذتها المكسيك وتشيلي تأتي نتيجة للقلق المتزايد إزاء التصاعد الأخير للعنف، وبخاصة العنف الموجه ضد المدنيين.

وفي السياق، قال مكتب المدعي العام السويسري، أن «السلطات تلقت عددا من الشكاوى الجنائية ضد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس». وذكر المكتب إنه «يعمل على بيان موقفه القانوني في ضوء هذه الشكاوى».

في الوقت نفسه، قالت مجموعة قانونية حقوقية في سويسرا إن أفرادا قدموا بلاغات ضد هرتسوغ إلى الادعاء الفدرالي السويسري، مؤكدة امكانية رفع الحصانة عن مثل هذه الشخصيات في ظروف معينة كالجرائم ضد الإنسانية.

مزيد من التظاهرات الداعمة

وأعلن ناشطون تنظيم تظاهرات متزامنة في 88 مدينة إسبانية، امس السبت، في يوم تعبئة بجميع أنحاء البلاد، تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وبحسب وكالات انباء، فانه جرت الدعوة لتنظيم احتجاجات في مختلف المدن الإسبانية تحت شعار «أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين»، مطالبين الحكومة الإسبانية بإنهاء تجارة الأسلحة والعلاقات مع إسرائيل.

ويطالب الناشطون الحكومة بدعم دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.

وفي سياق التظاهرات الداعمة لسكان قطاع غزة، تظاهر عشرات الآلاف في دول عربية مختلفة تنديدا بالحرب الإسرائيلية، مطالبين بوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية. كما نددوا بالتواطؤ الأميركي مع إسرائيل.

وخرجت التظاهرات في مختلف مدن اليمن، كما خرجت تظاهرات اخرى كبيرة في الاردن. وشهدت العاصمة العراقية بغداد تظاهرة كبيرة، دعا لها الائتلاف العراقي لنصرة غزة. كما تظاهر آلاف المغاربة في عدة مدن بالمملكة.

اتصال بين بايدن ونتياهو

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه تحدث مع رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بخصوص الحلول الممكنة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة».

ونفى جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أن الاتصال جاء ردا على تعليقات نتنياهو، الخميس الماضي، التي قال فيها إنه «يعارض إقامة دولة فلسطينية لا تضمن أمن إسرائيل».

وردا على سؤال بخصوص ما إن كان حل الدولتين مستحيلا مع وجود نتنياهو في منصبه، قال بايدن «لا ليس مستحيلا».

أمريكا متواطئة

قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز، إن «الولايات المتحدة متواطئة في الكابوس الذي يعيشه الشعب الفلسطيني». وفي كلمة أمام مجلس الشيوخ، أكد أنه «يجد صعوبة في فهم سبب عدم تحرك الكونغرس لوقف معاناة الفلسطينيين ومعالجة الكارثة الإنسانية التي يواجهونها في غزة». وقال، إن الولايات المتحدة متواطئة في المأساة التي يعيشها ملايين الفلسطينيين.

من جهتها، وصفت عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي إليزابيث وارن، رفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية ضمن أية ترتيبات لما بعد الحرب بـ»الخطير». وقالت إن هذا الرفض يتناقض مع السياسة الأميركية.

من جانبهم، حث 60 نائبا ديمقراطيا في مجلس النواب الأميركي، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، على تأكيد موقف الولايات المتحدة المعارض بقوة للتهجير القسري والدائم للفلسطينيين من قطاع غزة.

من ناحية أخرى، أصدر 16عضوا يهوديا في مجلس النواب الأميركي - وجميعهم من الحزب الديمقراطي - بيانا أعربوا فيه عن اختلافهم الشديد مع تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن مستقبل الدولة الفلسطينية. وأشار النواب إلى أن حل الدولتين هو المسار للمضي قدما.

مطالبات بوقف الحرب

وندّد زعماء دول حركة عدم الانحياز بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك خلال افتتاح قمتهم الـ 19 المنعقدة في العاصمة الأوغندية كمبالا.

وطالب رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامابوسا، بضرورة الوقف الفوري لهذه الحرب، وأكد، أن «بلاده تعمل من أجل منع ارتكاب جرائم جديدة ضد الفلسطينيين».

من جانبه، قال نائب الرئيس الكوبي سلفادور فالديس: « شهدنا واحدة من أبشع أعمال الإبادة الجماعية التي سجلها التاريخ على الإطلاق». وتساءل فالديس: «كيف يمكن للدول الغربية التي تدّعي التحضر أن تسوّغ قتل النساء والأطفال في غزة، والقصف العشوائي للمستشفيات والمدارس، والحرمان من الغذاء والمياه الصالحة للشرب؟».

بدوره، دعا موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى «الوقف الفوري للحرب الظالمة ضد الشعب الفلسطيني».

قرار اوروبي يدعو لوقف النار

صوّت البرلمان الأوروبي بالأغلبية على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة، والإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. ويدعم القرار عمل محكمة العدل الدولية، ويؤكد أهمية طرح مبادرة أوروبية جديدة لاستئناف المسار السياسي وصولا إلى حل الدولتين.

كما يدعو القرار الى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. ودان عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وتهجير السكان قسرا.