أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح أمس عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 23 ألفا و84 شهيدا و58 ألفا و926 جريحا، وقالت إن « الاحتلال ارتكب 17 مجزرة في قطاع غزة راح ضحيتها 249 شهيدا و510 جريح خلال 24 ساعة».

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 19 عسكريا خلال الساعات الـ 24 الماضية، وسط معارك عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال، خاصة في وسط وجنوب القطاع.

هل بدأت مرحلة الحرب الثالثة؟

تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية خبر دخول الحرب في غزة مرحلتها الثالثة، وأن الجيش الإسرائيلي بدأ فيها بشكل رسمي.

وقال موقع واللا العبري، إن «هذه المرحلة تعتمد على غارات خاطفة عبر وحدات خاصة وليس عبر هجوم شامل من قبل كتائب كاملة».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الجيش الإسرائيلي سيعتمد في هذه المرحلة على العمليات الخاصة، مؤكدًا أنها ستكون أطول من المرحلتين السابقتين.

من جانبه، رفض وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إعلان العمليات المحدودة، وقال إن «مجلس الحرب غير مفوض عن إعلان هذا الانتقال».

ويأتي التصريح في ظل تقارير عن خلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، وأيضا في ظل أنباء عن تحرك أميركي لدفع إسرائيل لتخفيف وتيرة عملياتها العسكرية بالقطاع.

دعوة للاستيطان!

قال وزير المالية الإسرائيلي المتشدد بتسلئيل سموتريتش، إنه «يجب على إسرائيل أن تسيطر على قطاع غزة طيلة الوقت، ودعا إلى الاستيطان اليهودي داخل القطاع».

وخلال لقاء تلفزيوني، قال الوزير المتطرف إن «إسرائيل لن تستطيع السيطرة الدائمة على غزة دون وجود مدني، كي لا يكون للإرهاب مكان ينمو فيه»، على حد قوله.

وأضاف قائلا: «انظروا لماذا تحولت جنين وطولكرم إلى عواصم للإرهاب. لأنه لا يوجد هناك استيطان يهودي».

«غزة تعود للفلسطينيين»

من جانبها دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في القدس، إسرائيل إلى ضبط النفس في الحرب التي تشنها في قطاع غزة، معتبرة أن من الضروري حصول «إدارة أقل حدة للعمليات».

وقالت الوزيرة في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع مسؤولين: «لا يمكن أن تستمر معاناة هذا العدد الكبير من الأشخاص. نحتاج إلى إدارة أقل حدة للعمليات».

وأشارت إلى أنها «قالت بوضوح» لمحاوريها إن عليهم أن يتخذوا كل الجوانب في الاعتبار من طريقة شن الجيش الإسرائيلي لهذه الحرب والطريقة التي تفكر فيها الحكومة في مرحلة ما بعد الحرب، والطريقة التي تنظر فيها الحكومة الإسرائيلية لمعاناة الفلسطينيين، كل ذلك يؤثر على أمن إسرائيل».

مؤكدة أن «غزة تعود إلى الفلسطينيين وهذا لا رجوع عنه. يجب ألا يطردوا من غزة».

«أوقفوا تسليح إسرائيل»

في تحرك تضامني جديد في لندن مع أهالي قطاع غزة، أغلق محتجون مؤيدون للفلسطينيين، السبت الفائت، طرقًا خارج البرلمان البريطاني، مطالبين بوقف فوري للحرب.

وقد حمل هذا الحدث، الذي تميز ببحر من الأعلام الفلسطينية واللافتات المؤثرة، نداءً جماعياً من أجل السلام ودعوة عاجلة لوقف الحرب.

ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين الذين أرادوا الوصول إلى جسر ويسمنستر حيث خططوا لرفع لافتات كتب عليها: «أوقفوا تسليح إسرائيل» و»أوقفوا قصف غزة».

ومن المؤمل أن يناقش البرلمان البريطاني طلباً شعبيا بطرد السفيرة الإسرائيلية في بريطانيا، حيث يتطلب الأمر جمع 100 ألف توقيع شعبي، فيما وصل عدد التواقيع أكثر من 80 ألف توقيع حتى الآن.

وجمعت عريضة على موقع Change.org تدعو لطرد السفيرة الإسرائيلية لدى بريطانيا تسيبي هوتوفلي، أكثر من 80 ألفاً و450 توقيعاً في يوم واحد، وتؤكد العريضة أن «هوتوفلي تستخدم حالياً لغة الإبادة الجماعية».

وجاء في العريضة إن «السفيرة هوتوفلي، تدعو إلى ارتكاب أعمال إبادة جماعية بشكل علني، فيما يستمر التطهير العرقي في قطاع غزة والضفة الغربية».

وبعد الحصول على 100 ألف توقيع، يجري النظر في الالتماس للمناقشة في البرلمان.

ضربة موجعة للنظام الصحي

غادرت منظمات إغاثية ومسعفون ومرضى من المستشفى الرئيسي وسط غزة، مع احتدام القتال وتواصل القصف الإسرائيلي العنيف في محيطه.

وانسحبت منظمة أطباء بلا حدود ومنظمات إغاثة أخرى من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في الأيام الأخيرة، بسبب خطورة الوضع.

في السياق كشفت منظمة «إنقاذ الطفولة» أن أكثر من 10 أطفال يفقدون أحد سيقانهم أو كليهما يوميا في قطاع غزة.

وذكرت المنظمة في بيان « فقد أكثر من ألف طفل أحد سيقانهم أو كليهما»، موضحة بأن «معظم العمليات الجراحية التي أجريت لهؤلاء الأطفال تمت بدون تخدير».

مصادرة الاراضي تضاعفت

قال مسؤول فلسطيني إن عمليات مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية تضاعفت في عام 2023 مقارنة بالعام السابق.

وأضاف مؤيد شعبان رئيس هيئة مكافحة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية «خلال العام 2023 صادرت سلطات الاحتلال ما مجموعه 50524 دونما تحت مسميات مختلفة، إعلان محميات طبيعية، أوامر استملاك، أوامر وضع يد مقارنة مع حوالي 24 ألف دونم في عام 2022».

وأوضح شعبان في مؤتمر صحافي في رام الله «لقد شكلت الإجراءات الاستعمارية لدولة الاحتلال في عام 2023، وعلى كافة الأصعدة، منعطفا خطيرا على المستويات التشريعية والعملياتية التنفيذية على الأرض»

واستعرض شعبان خلال المؤتمر الصحافي جملة من الإحصائيات المتعلقة بعمليات الهدم ومصار المعدات وقطع الأشجار وهجمات المستوطنين.

نسخ ولصق

وفي وقت يتواصل فيه الجيش الاسرائيلي ايقاع المزيد من الخسائر في قطاع غزة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن «إسرائيل لا تخشى خوض حرب ضد حزب الله، محذرا من عواقب ذلك على لبنان».

وذكر غالانت في تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال، أن الدمار في غزة يمكن (نسخه ولصقه) في بيروت.

وعلى الرغم من أن إسرائيل قالت في أكثر من مناسبة إن الأولوية ليست في فتح جبهة مع حزب الله، إلا أن غالانت أكد أن «80 ألف إسرائيلي بحاجة إلى أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بأمان»، وبالتالي إذا فشلت كل الطرق الأخرى، «فنحن على استعداد للتضحية».

اغلاق وزارات وتسريبات

ويبدوا أن ليس أعداد قتلى الجيش وحدها المتصاعدة في إسرائيل، إذ أن الخسائر المالية هي الاخرى في تزايد، إذ أفادت إذاعة «ريشت بيت» الإسرائيلية، أمس الاثنين، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يدرس خيار إغلاق بعض الوزارات الحكومية الصغيرة، في محاولة لضبط النفقات.

ومن المنتظر عقد جلسة الحكومة، الخميس المقبل، لمناقشة الموازنة العامة، وزادت الإذاعة أن «الموازنة بشكلها الحالي قد تؤدي إلى تفكيك حكومة الطوارئ».

وقبل أيام نقلت «القناة 12» الإسرائيليّة أن نتنياهو يدرس تقليص ميزانيات المكاتب الحكومية، وتحويل أموالها لتغطية تكاليف الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

في الأثناء، تحدث نتنياهو عن أن «حكومته تعاني من وباء التسريبات، ولا يمكن الاستمرار على هذا النحو، وأوعز لمسؤول أمني بالترويج لمشروع قانون كشف الكذب داخل الكنيست».

جاء ذلك في كلمة نتنياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، مضيفا أن «ظاهرة التسريبات لا تطاق، ولا أعرف أي بلد في العالم يحدث فيه هذا».