اخر الاخبار

 القى عضو سكرتارية المجلس العراقي للسلم والتضامن كلمة المجلس في المهرجان الخطابي لمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، جاء فيها:

نجتمع اليوم من اجل التضامن مع شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض منذ قرن كامل للعدوان المستمر، ابتداءً من العصابات الصهيونية ومروراً بالحروب منذ تأسيس الكيان الغاشم وحتى الآن. انه الشعب الوحيد في هذا العالم الذي لا يزال تحت الاحتلال الاستيطاني.

لقد أعادت أحداث غزة الاعتبار الى حركة التحرر الوطني الفلسطينية بعد ان خفتت موضوعات حركات التحرر الوطنية في العالم. وقد أعطت طوفان الأقصى دفعة كبيرة لان تجعل قضية الشعب الفلسطيني قضية عالمية انحازت لها غالبية شعوب العالم بما فيها شعوب الدول المساندة لعدوان إسرائيل.

اليوم، تضع احداث غزة شعوب العالم امام مسؤوليتها الإنسانية في الحفاظ على الكرامة البشرية وتعيد رسم الخريطة الكونية بعيداً عن القطبية التي تقودها الإمبريالية، فيما خرجت الشعوب معبرة عن رفضها سياسات العدوان والاحتلال وامتهان الكرامة البشرية، وكما ردد المتظاهرون في مختلف انحاء العالم بان غزة أعادت الصحوة وحررتهم من طغيان الأنظمة التي تتحدث زوراً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

قد تكون التضحيات جسيمة بل وهائلة الا انها عرّت العالم الذي يدعي التمدن وقدمت القضية الفلسطينية من جديد باعتبارها قضية عادلة تهم كل شعوب الأرض، وأصبح للسلام معنى جديد ارتباطاً بالعدل والحرية. وكشفت زيف ما يدعى بالمستوطنين المدنيين كما تدعي إسرائيل، فهم ليسوا سوى ميليشيات مجرمة وقاتلة. وكشفت ايضاً ازدواجية المعايير والانتقائية في اتخاذ القرارات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لدى مناقشة حقوق الانسان، واظهرت ان الاتفاقيات التي ابرمها الكيان الصهيوني لم تكن سوى محاولات للتضليل تستهدف احتلال جميع الأراضي الفلسطينية وقضم الأرض بالتدريج.

إنّ الغرب الإمبريالي حين يدافع ويدعم عدوان اسرائيل وسياساتها التوسعية الهادفة الى اذلال شعوب المنطقة وفرض سيادتها عليها، إنما يمثل الوجه الآخر للنظام السياسي العالمي الأحادي الذي يسعى لاستمرار هيمنته على العالم في مواجهة تطلع الشعوب والأمم نحو عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلا مما هو قائم الآن.

ان الحروب والعدوانات المستمرة هي سياسة ثابتة تلبي أهداف المجمع الصناعي العسكري الامريكي وتجارته المربحة وارتباطه الوثيق بالسياسات الاقتصادية الساعية لخلق صراعات جيوسياسية وحتى شن الحروب لتحفيز الطلب العالمي على الأسلحة وتوسيع تجارتها. ان السلام العادل وليس السلام المرتهن لمفاعيل القوة الغاشمة هو ما تتطلع اليه الشعوب. ان شعوب العالم الان وهي تقف ضد العدوان على شعب غزة أعلنت تضامنها مع الشعب الفلسطيني من اجل اعلان دولته الوطنية وعاصمتها القدس وان السلام المبني على الحقوق هو السلام الحقيقي الدائم الذي يتطلع اليه. لقد أشار مجلس حقوق الإنسان التابع الى الأمم المتحدة ما نصه الى/ ان ما يجري في غزة يقترب من حالة الإبادة الجماعية وهنا يأتي واجب الجمعية العامة للأمم المتحدة للضغط لوقف الإبادة الجماعية والفظائع الجماعية أولاً وقبل كل شيء بعد أن فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار لوقف العدوان وفق مهماته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. إنّ الجمعية العامة وبموجب (متحدون من اجل السلام) الصادر في تشرين الثاني 1950 بالرقم 377 (7) تستطيع اتخاذ إجراءات اذا لم يتمكن مجلس الأمن من التصرف بسبب تصويت سلبي من جانب عضو دائم وتقديم توصيات، سيما وان اكثر من مائة دولة وقفت ضد العدوان.

المجد لشهداء فلسطين.. المجد لعوائل الضحايا..

ولتعش فلسطين حرة ابية صامدة حتى تحقيق النصر وإقامة الدولة وعاصمتها القدس.

المجد لكل من تضامن مع شعب فلسطين أينما وجد على هذه الأرض.