اخر الاخبار

في وقت خرق جيش الاحتلال الاسرائيلي الهدنة المعلنة، فجر يوم امس، هزت العالم صور ومقاطع فيديوية نشرتها وسائل اعلام لأطفال تحللت جثامينهم في مستشفى النصر، بعد رفض قوات الاحتلال اخلاءهم مع عائلاتهم وقت الحرب.

 في اثناء ذلك تواصلت الجهود الدولية، لغرض تمديد الهدنة وفق شروط معينة.

 مشاهد صادمة

ونقل مراسلون ميدانيون من غزة صباح امس، أن “آليات إسرائيلية تطلق النار على مناطق متفرقة شمال غرب مدينة غزة، كما إن زوارق حربية استهدفت بعدد من القذائف ساحل خان يونس جنوبي القطاع.

واثار صحفي فلسطيني الرأي العام الدولي بعد تمكنه من الدخول إلى مستشفى النصر للأطفال ليتفاجأ بمشاهد صادمة لجثث أطفال متحللة في قسم العناية منع جيش الاحتلال إخراجها ودفنها.

ومع انتشار المقطع، تساءل مغردون عن دور منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل في ملاحقة جيش الاحتلال الإسرائيلي لمحاسبته على جرائمه بحق أهالي غزة وخاصة الأطفال.

 إضراب عن الطعام

وبدأ عدد من النواب والناشطين في الولايات المتحدة الأمريكية إضرابًا عن الطعام، مطالبين بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وأعلنوا عن ذلك من خارج البيت الأبيض للتأثير على صانعي القرار في الحكومة الأمريكية على إنهاء الحرب فورًا.

وأعلن المشاركون في الإضراب ومنهم النائب عن ولاية ديلاوير، مدينة ويلسون أنطون، والنائب عن نيويورك زهران ممداني، والنائب عن أوكلاهوما موري تورنر، والنائب عن فرجينيا سام رسول، والنائب عن ميشيغان أبراهام عياش أنهم سيمتنعون عن الطعام لمدة 5 أيام.

وأشار المشاركون إلى أنهم اختاروا الامتناع عن الطعام، لكونه أقل فعل يستطيعون تقديمه لأطفال ونساء غزة المحاصرين والممنوع عنهم أقل الحقوق وهو الغذاء والماء. واختار النواب هذا المكان كي يلفت الإضراب عن الطعام الانتباه إلى “حقيقة أن حكومة الولايات المتحدة ورئيسنا وقادة الكونغرس يمولون سياسة التجويع هذه بدعمهم المستمر للاحتلال”.

 الأرقام تفضح الاحتلال

وخلال أيام الهدنة، بدأت جهات معنية بإعلان إحصائيات متوفرة لديها، تشير الى حجم الخراب والدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ويقول مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ان “1.3 مليون شخص يعيش حاليا في مراكز الإيواء وهم بحاجة ماسة الى مساعدات عاجلة”.

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، ارتفاع حصيلة المعتقلين في الضفة الغربية، بلغ أكثر من 3290 فلسطينيا، ومن بينهم 125 امرأة و145 طفلا و41 صحفيا، منهم 29 رهن الاعتقال حالياً.

وحسب البيان، بلغت أوامر الاعتقال الإداري (بدون تهمة) 1661 أمرا ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد. ووفقا للإحصاءات، فقد استشهد في سجون الاحتلال خلال الفترة نفسها 6 أسرى، كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال أيام الهدنة المؤقتة 168 مدنيا فلسطينيا.

وأكد النادي أن 60 سيدة وفتاة ما زلن حاليا في سجون إسرائيل بينهن 56 أسيرة اعتقلن بعد السابع من أكتوبر.

 15 الف شهيد و7 الاف مفقود

ووفقاً للمكتب الاعلامي الحكومي في غزة، فأن عديد الشهداء وصل الى اكثر من 15 الف بينهم 6150 طفلا، واكثر من 4 آلاف امرأة، فيما يجري حالياً جمع الجثامين من تحت الركام. وبين المكتب ان اكثر من 7 الاف مفقود حتى الان، لا يزال مصيرهم مجهولا، من بينهم 4700 طفل وامرأة.

وبحسب المكتب فإن من بين الشهداء 207 أطباء ومسعفين وممرضين بالاضافة الى 26 فردا من طواقم الدفاع المدني، و70 صحفيا.

وأشار إلى أن عدد الإصابات ارتفع إلى ما يزيد على 36 ألفا، أكثر من 75 في المائة منهم من الأطفال والنساء.

ووصل عدد المقرات الحكومية المهدمة في القطاع الى 103 مقرات، بينها بينها 266 مدرسة، 67 منها خرجت عن الخدمة. كما خرج 26 مستشفى و55 مركزا صحيا عن الخدمة، بحسب البيان الذي أكد استهداف 56 سيارة إسعاف خلال العدوان الذي استمر 48 يوما.

وأوضح المكتب، أن عدد المساجد التي دمرت كليا بلغ 88 مسجدا، بينما دمر 174 مسجدا بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس، وأضاف أن عدد الوحدات السكنية التي تعرضت إلى هدم كلي بلغ قرابة 50 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى 240 ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الجزئي.

 اعتراف بالفشل

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: ان “حركة حماس اطلقت 86 رهينة حتى الآن بينهم 66 إسرائيليا، بينما لا يزال 161 شخصا رهائن في غزة، وبين ان الحكومة ابلغت امس عائلات 3 جنود بمقتلهم”.

وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن ألفا من جنوده وضباطه أصيبوا بجروح مختلفة منذ بداية الحرب على قطاع غزة. ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن الجيش أن 202 من الجنود والضباط الإسرائيليين كانت جروحهم خطرة، و320 جنديا كانت جروحهم متوسطة الخطورة، في حين أصيب 470 جنديا وضابطا بجروح خفيفة.

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن 5 جنود قتلوا في قطاع غزة جراء نيران صديقة، وأن 3 آخرين قتلوا جراء انفلات عيار ناري وتفجير غير آمن.

وأشار تقرير أعده الجيش الإسرائيلي إلى أن عشرات الجنود أصيبوا جراء سقوطهم من آليات عسكرية، أو استخدام الآليات العسكرية بطريقة خاطئة.

وقال مراسل الجزيرة، إن صحيفة هآرتس ضغطت على الجيش الإسرائيلي للاعتراف بأعداد الإصابات بعد أن تسربت أنباء عنهم من المستشفيات.

وأضاف المراسل، أن الصحيفة قالت إنه بخلاف الحروب السابقة، فقد فرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية قيودا صارمة لمنع تسرب المعلومات عن الجنود الجرحى.

في حين قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس الاثنين إن الجيش الإسرائيلي يعمل في مساحة 20 في المائة فقط من قطاع غزة خلال عمليته البرية.

من جهته، يقول الجيش الإسرائيلي عبر موقعه الإلكتروني، إن “392 جنديا قتلوا منذ بداية الحرب دون أن يفصّل عدد من قتل منهم في المعارك البرية”.

من جهة ثانية، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الجيش وشعبة الاستخبارات فشلا في السابع من أكتوبر، ولكن يجب ألا ننشغل بذلك الآن.

وأضاف أن الجيش يستغل أيام الهدنة للاستعداد ووضع الخطط لاستكمال القتال من أجل تفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن الجيش لا يدافع فقط على الحدود مع شمال لبنان، بل يبادر إلى عمليات، وفق تقديره.

 إسرائيل فقدت تعاطف الناس

وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور مارك وارنر، إنه من المهم جدا أن يستمر وقف إطلاق النار في غزة، وأن تفرج إسرائيل عن الأموال الفلسطينية.

وأضاف وارنر في لقاء مع شبكة “إم إس إن بي سي”، أن إسرائيل فقدت تعاطف الناس في جميع أنحاء العالم، وعليها أن تظهر حسن النية من خلال الإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية.

فيما ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية أن التعزيزات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، أدت إلى نفاد الأموال التي كانت مخصصة لوزارة الدفاع “البنتاغون” كون تحركات القوات في الشرق الأوسط لم تكن مخططة.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية كريس شيروود، بحسب تقرير الصحيفة، أنه “كان لا بد من البحث عن مصادر أخرى في الميزانية لهذا النشاط، ما يعني توفير أموال أقل للتدريب والاستعدادات التي خطط لها الجيش بالفعل في العام المقبل”.

وضمن موجات التضامن مع الشعب الفلسطيني، قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن مسؤولة كبيرة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) نشرت على صفحتها بموقع فيسبوك صورة تعبر عن تأييدها لفلسطين بعد أسبوعين من الحرب على غزة.

وعلى صفحتها أيضا، نُشرت صورة “سيلفي” لها وعليها عبارة “الحرية لفلسطين”. لكن مصدرا مطلعا قال إن الصورة نشرت على فيسبوك قبل سنوات.

وقالت الصحيفة إنها تمتنع عن ذكر اسم المسؤولة بعدما أعربت السي آي إيه عن مخاوف بشأن سلامتها.